تَعَالَ، فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ) ليرى النَّبيَّ ﷺ حال نزولِ الوحي؛ لتقويةِ الإيمانِ بمشاهدتهِ (فَإِذَا النَّبِيُّ ﷺ مُحْمَرُّ الوَجْهِ يَغِطُّ) بكسر المعجمة وتشديد المهملة، يتردَّدُ صوتُ نَفَسهِ كالنَّائم من شدَّة ثقلِ الوحي (كَذَلِكَ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ) أي: كشفَ عنه ما يتغشَّاه (١) من ثقلِ الوحي (فَقَالَ) ﵊: (أَيْنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي عَنِ العُمْرَةِ آنَفًا؟ فَالتُمِسَ) بضم التاء وكسر الميم، طُلِب (الرَّجُلُ فَأُتِيَ بِهِ) بضم الهمزة وكسر التاء (فَقَالَ) ﵊: (أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) نصٌّ في تكرارِ الغسلِ ثلاثًا، فالعاملُ في قولهِ: «ثلاثَ مرَّاتٍ» أقربُ الفعلين إليهِ؛ وهو «فاغسلهُ» أو العاملُ فيه: «فقال» أي: قال لهُ ثلاثَ مراتٍ: اغسلْ الثَّوب، فلا يكون تنصيصًا على تثليثِ الغسل، وكانت القصَّة بالجِعْرَانة سنة ثمانٍ، وقد قالت عائشةُ ﵂: طيبْتُه في حجَّةِ الوداعِ، أي: سنة عشر، فهو ناسخٌ للأوَّل (وَأَمَّا الجُبَّةُ فَانْزِعْهَا) عنك (ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ) فيه دَلالةٌ على أنَّه يعرفُ أعمال الحجِّ.
وقد سبقَ هذا الحديث في «كتاب الحج» في: «باب غسل الخلوق» [خ¦١٥٣٦].
٤٣٣٠ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكيُّ قال: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ) بضم الواو وفتح الهاء، ابنُ خالدٍ البصريُّ (قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى) بفتح العين، ابنِ عمارةَ الأنصاريُّ
(١) في (د) و (ب): «يغشاه».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute