للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باغترارها بظاهر الضَّوء إن (١) احترقت تخلَّصت في الحال، والآدميُّ يبقى في النَّار أبد الآباد، ولذلك كان رسول الله يقول: «إنَّكم تتهافتون في النَّار تهافت الفراش، وأنا آخذٌ بحجزكم» وقال تعالى: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ [القارعة: ٤] فشبَّههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضَّعف والذِّلَّة، والتَّطاير إلى الدَّاعي من كلِّ جانبٍ كما يتطاير الفراش.

(وَقَالَ) أي: أبو هريرة، فهو موقوفٌ، أو النَّبيُّ فهو مرفوعٌ، كما عند الطَّبرانيِّ والنَّسائيِّ (كَانَتِ امْرَأَتَانِ) لم تُسمَّيا (مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا) لم يُسمَّيا أيضًا (جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ صَاحِبَتُهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ) الذِّئب (بِابْنِكِ، وَقَالَتِ الأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَا) كذا (٢) في الفرع، وللكشميهنيِّ -كما في «الفتح» وهي الَّتي في «اليونينيَّة» -: «فتحاكمتا» (إِلَى دَاوُدَ) (فَقَضَى بِهِ) بالولد الباقي (لِلْكُبْرَى) للمرأة الكبرى منهما لكونه كان في يدها، وعجزت الأخرى عن إقامة البيِّنة (فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَأَخْبَرَتَاهُ) بالقصَّة (فَقَالَ) قاصدًا استكشاف الأمر: (ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ) بكسر السِّين (أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا. فَقَالَتِ الصُّغْرَى) منهما له: (لَا تَفْعَلْ) ذلك (يَرْحَمُكَ اللهُ، هُو ابْنُهَا، فَقَضَى) سليمان (بِهِ لِلصُّغْرَى) لِمَا رآه من جزعها الدَّالِّ على عظيم شفقتها، ولم يلتفت إلى إقرارها أنَّه ابن الكبرى، لأنَّه علم أنَّها آثرت حياته، بخلاف الكبرى (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ) بالإسناد السَّابق: (وَاللهِ إِنْ) بكسر الهمزة


(١) في (ص): «إذا».
(٢) في (د): «كما».

<<  <  ج: ص:  >  >>