للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القلب إلى جهة اليمين، فلا يثقل بالنَّوم (وَقُل: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ) ولأبي ذرٍّ: «وجهي» بدل: «نفسي»، قيل: ذاتي، أي: جعلت نفسي منقادةً لك تابعةً لحكمك؛ إذ لا قدرةَ لي على تدبيرها، ولا على جلبِ ما ينفعها إليها، ولا على دفعِ ما يضرُّها عنها (وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ) أي: توكَّلت عليك في أمرِي كلِّه لتكفيني همَّه وتتولَّى صلاحَه (وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ) أي: اعتمدتُ في أمورِي عليك لتُعينني على ما يَنْفعني؛ لأنَّ من استند إلى شيءٍ تقوَّى به (رَهْبَةً) خوفًا من أليمِ عقابكَ (وَرَغْبَةً إِلَيْكَ) أي: طمعًا في رِفْدك وثوابك، وهما متعلِّقان بالإلجاءِ، وأسقط «من» مع ذكر الرَّهبة، وأعمل «إلى» مع ذكر الرَّغبة على طريقِ الاكتفاء (لَا مَلْجَأَ) بالهمز، أي: لا مهربَ (وَلَا مَنْجَا) بالقصر، لا مخلصَ (مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ) ويجوزُ همز (١) «منجأ» للازدواج، وأن يترك الهمز فيهما، وأن يهمزَ المهموزَ ويترك الآخر. وقال في «الكواكب» في آخر (٢) الوضوء: هذان اللَّفظان إن كانا مصدرين يتنازعان في «منك» وإن كانا ظَرفين فلا؛ إذ اسمُ المكان لا يعمل، وتقديره: لا ملجأَ منك إلى أحدٍ إلَّا إليك ولا مَنجا إلَّا إليك (آمَنْتُ بِكِتَابِكَ) القرآن (الَّذِي أَنْزَلْتَـ) هـ (٣) على رسولكَ وهو يتضمَّن الإيمان بجميعِ كتب الله المنزلة (وَبِنَبِيِّكَ) محمَّد (الَّذِي أَرْسَلْتَـ) هـ (٤) والإيمان به مستلزمٌ للإيمان بكلِّ الأنبياء (فَإِنْ مُتَّ) زاد في «الوضوء»: «من ليلتك» [خ¦٢٤٧] (مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ) أي: دينِ الإسلام. قال الشَّيخ أكمل الدِّين الحنفيُّ في «شرحه لمشارق الأنوار»: فإن قلتَ: إذا مات الإنسانُ على إسلامهِ ولم يكن ذكر من هذه الكلمات شيئًا فقد مات على الفطرة لا محالةَ، فما فائدة ذكر مثل هذه الكلمات؟ أُجيب بتنويع الفطرة، ففطرة القائلين: فطرة المقرَّبين الصَّالحين، وفطرة الآخرين: فطرةُ عامَّة المؤمنين. وردَّ بأنَّه يلزم أن يكون للقائلين فطرتان: فطرة المؤمنين، وفطرة المقرَّبين. وأُجيب بأنَّه لا يلزم ذلك بل إن مات القائلون فهم على فطرة المقرَّبين، وغيرهم لهم فطرة غيرهم. انتهى.

وعند أحمد من رواية حُصين بن عبد الرَّحمن، عن سعد بن عبيدة: «بُني له بيتٌ في الجنَّة» بدل


(١) في (ع): «همزة».
(٢) في (ب) و (س): «أواخر».
(٣) في (ع) و (د): «أنزلت» بدون الهاء.
(٤) في (ع): «أرسلت».

<<  <  ج: ص:  >  >>