للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا العَلَاءُ بْنُ المُسَيَّبِ) بفتح التَّحتية، ابن رافعٍ الأسديُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَبِي) المسيَّب بن رافعٍ الكاهليُّ (عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ) ، أنَّه (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ (١) إِذَا أَوَى) بقصر الهمزة (إِلَى فِرَاشِهِ) دخل فيه (نَامَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ) بكسر الشين المعجمة (ثُمَّ قَال: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي) ذاتي (إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي) قصدِي (إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ) إذ لا قدرةَ لي على صلاحه (وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ) أي: توكَّلت عليك واعتمدتك في أمري، كما يعتمدُ الإنسانُ بظهره إلى ما يسنده (رَغْبَةً) طمعًا في ثوابك (وَرَهْبَةً إِلَيْكَ) خوفًا من عقابكَ، وأخرج النَّسائيُّ وأحمدُ من طريق حُصين بن عبد الرَّحمن عن سعيدِ بن عبيدة عن البراءِ بن عازبٍ: «رهبةً منك ورغبةً إليك» (لَا مَلْجَأَ) بالهمز (وَلَا مَنْجَا) بغير همز وفتح الميم فيهما (مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ) اسم جنسٍ شامل لكلِّ كتاب سماويٍّ (وَنَبِيِّكَ) ولأبي ذرٍّ: «وبنبيِّك» (الَّذِي أَرْسَلْتَ) وفي رواية أبي زيدٍ المروزيِّ: «أرسلته»، و «أنزلته» بزيادة الضَّمير فيهما (وَقَالَ رَسُولُ اللهِ : مَنْ قَالَهُنَّ ثُمَّ مَاتَ تَحْتَ لَيْلَتِهِ) قال في «شرح المشكاة»: فيه إشارةٌ إلى وقوع ذلك قبلَ أن ينسلخ النَّهار من اللَّيل وهو تحتَه، أو المعنَى بالتَّحت؛ أي (٢): مات تحت نازلٍ ينزل عليه (٣) في ليلته (مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ) أي: على الدِّين القويم ملَّة إبراهيم فإنَّه أسلم واستسلم. وقال جماعةٌ: دين الإسلام، وقد تكون الفطرة بمعنى الخلقة، كقوله تعالى: ﴿فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ [الروم: ٣٠] قال الكِرمانيُّ: وهذا الذِّكر مشتملٌ على الإيمان بكلِّ ما يجبُ به الإيمان إجمالًا من الكتب والرُّسل من الإلهيات والنُّبوَّات، وعلى إسناد الكلِّ إلى الله من الذَّوات ويدلُّ عليه الوجه، ومن الصِّفات ويدلُّ عليه من الأمور، ومن الأفعال ويدلُّ عليه إسناد الظَّهر على ما فيه من التَّوكُّل على الله والرِّضا بقضائه، وهذا بحسب المعاش، وعلى الاعتراف بالثَّواب والعقاب خيرًا وشرًّا، وهذا بحسب المعاد.

(﴿وَاسْتَرْهَبُوهُمْ﴾ [الأعراف: ١١٦]) في سورة الأعراف هو (مِنَ الرَّهْبَةِ) وهي الخوفُ (﴿مَلَكُوتِ﴾ [الأعراف: ١٨٥]) تفسيره (مُلْكٌ) بضم الميم وسكون اللام (مَثَلُ: رَهَبُوتٌ) بفتح الميم والمثلثة، مصحَّحًا عليه في «اليونينيَّة» (خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ) في الوزن (تَقُولُ: تَرْهَبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرْحَمَ) بفتح


(١) في (ص): «النَّبي».
(٢) في (ب) و (س): «أنَّه».
(٣) في (ص): «عليك»، وهذا موافق للفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>