للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زَيْدٍ) أي: ابن درهمٍ (عَنْ عَمْرٍو) بفتح العين، ابن دينارٍ (عَنْ جَابِرٍ) هو ابنُ عبد الله الأنصاريِّ () وعن أبيه، أنَّه (قَالَ: هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ -أَوْ: تِسْعَ- بَنَاتٍ) لم أقفْ على أسمائهنَّ (فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فَقَالَ) لي (النَّبِيُّ : تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ؟) استفهامٌ محذوفُ الأداة (قُلْتُ: نَعَمْ) يا رسول الله (قَالَ) : (بِكْرًا) استفهامٌ محذوفُ الأداة منصوبٌ بتقدير: تزوَّجتَ؛ ولأبي ذرٍّ: «أبكرًا» (أَمْ) تزوَّجت (ثَيِّبًا؟ قُلْتُ: ثَيِّبًا) كذا في «اليونينيَّة» بالنَّصب، وفي نسخةٍ: بالرفع، أي: الَّتي تزوَّجتها ثيِّبٌ. قال في «الفتح»: قيل: كان الأحسن النَّصب على نسقِ الأوَّل، أي: تزوَّجت ثيِّبًا، لكن لا يمتنع أن يكون منصوبًا، فكتب بغير ألفٍ (١) على تلك اللُّغة (قَالَ) : (هَلَّا) تزوَّجت (جَارِيَةً) بكرًا (تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ) كذا في الفرع، وقال العينيُّ كابن حجرٍ: «أو تضاحكها» بالشَّكِّ من الرَّاوي، كذا وجدته في نسخةٍ أخرى معتمدة، وهو الَّذي في «اليونينيَّة» والتَّلاعب هل هو من اللَّعب، أو من اللُّعاب، سبق في محلِّه [خ¦٢٠٩٧] (قُلْتُ): يا رسول الله (هَلَكَ أَبِي فَتَرَكَ) بالفاء، ولأبي ذرٍّ: «وترك» (سَبْعَ -أَوْ: تِسْعَ- بَنَاتٍ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ) صغيرة لا تجربة لها بالأمور (فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً) قد جرَّبت الأمور وعرفتها (تَقُومُ عَلَيْهِنَّ) وتصلحُ شأنهنَّ (قَالَ) صلوات الله وسلامه عليه: (فَبَارَكَ اللهُ عَلَيْكَ) دعاءٌ له (٢) بالبركةِ واستعلائها عليه، وهي النَّماء والزِّيادة. يقال: بارك الله لك وفيك وعليك.

فإن قلتَ: قال لعبد الرحمن: «بارك الله لك» [خ¦٦٣٨٦] ولجابرٍ: «عليك» فهل بينهما فرقٌ؟ أُجيب بأنَّ المراد بالأوَّل: اختصاصُه بالبركةِ في زوجتهِ، كما مرَّ أنَّ اللَّام فيه للاختصاصِ، والثَّاني: شمولُ البركةِ له في جودةِ عقله حيث قدَّم مصلحة أخواته على حظِّ نفسهِ، فعدل لأجلهنَّ عن تزوُّج البكرِ مع كونها أرفعُ رتبةً للمتزوِّج الشَّابّ من الثَّيِّب غالبًا، ويحتملُ أن يكون قوله: «فبارك الله عليك» خبرًا، والفاء سببيَّة، أي: بسبب تزوُّجك الثَّيِّب (٣) لما (٤) ذكرت يبارك لك وعليك.


(١) في (ب) و (س): «الألف».
(٢) «له»: ليست في (ب).
(٣) «الثيب»: ليست في (د).
(٤) في (ب): «كما».

<<  <  ج: ص:  >  >>