واستُشكلَ قوله ﵊:«تنفعُهُ شفاعتِي» مع قوله تعالى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر: ٤٨] أُجيب بأنَّ منفعةَ الآية بالإخراج من النَّار وفي الحديث بالتَّخفيف، أو يُخصُّ عموم الآية بالحديثِ، أو أنَّ أبا طالبٍ لمَّا بالغ في إكرامِ النَّبيِّ ﷺ والذَّبِّ عنه جوزِي بالتَّخفيف، وأُطْلِقَ على ذلك شفاعةٌ، أو أنَّ جزاءَ الكافر من العذابِ يقعُ على كُفره وعلى معاصيهِ، فيجوزُ أن يضعَ الله عن بعضِ الكفَّار بعض جزاءِ معاصيه تطييبًا لقلب الشَّافع لا ثوابًا للكافرِ؛ لأنَّ حسناته صارتْ بموته على الكفرِ هباءً منثورًا لكنَّهم قد يتفاوتون فمَن كانت له حسناتٌ من عتقٍ أو مواساةِ مسلمٍ ليس كمَن ليس له ذلك، فيُحتمل أن يُجازى بالتَّخفيف بمقدارِ ما عملَ لكنَّه معارضٌ بقوله تعالى: ﴿وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا﴾ [فاطر: ٣٦].