للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أطلقَه، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي: «يَطِيْرُ بها» (١) بفتح التحتية وكسر الطاء وسكون التحتية (عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ) وفي نسخة «كل مَطِير» بفتح الميم وكسر الطاء، أي: يحملونَها على غيرِ وجهها (وَأَنْ لَا يَعُوهَا) لا يعرفوا (٢) المرادَ منها (وَأَنْ لَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا). وقال في «الكواكب»: وفي بعض الرِّوايات: «وأنْ لا يَضَعونها» بإثبات النون. قال: وتركُ النَّصب جائزٌ مع النَّواصب لكنه خلافُ الأفصحِ، وفيه أنَّه (٣) لا يوضع دقيقُ العلم إلَّا عند أهلِ الفهم له (٤) والمعرفة بمواضعهِ، دون العوامِّ (فَأَمْهِلْ) بقطع الهمزة وكسر الهاء (حَتَّى تَقْدَمَ المَدِينَةَ، فَإِنَّهَا دَارُ الهِجْرَةِ وَالسُّنَّة، فَتَخْلُصُ) بضم اللَّام بعدها صاد مهملة مضمومة، والَّذي في الفرع وأصله «فتخلصَ» بالنَّصب مصحَّحًا عليه، أي: تصلَ (بِأَهْلِ الفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ فَتَقُولَ) بالنَّصب وصحَّح عليه في الفرع كأصله (مَا قُلْتَ) حالَ كونك (مُتَمَكِّنًا) بكسر الكاف منه (فَيَعِي أَهْلُ العِلْمِ مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَقَالَ عُمَرُ) : (أَمَا) بتخفيفِ الميم وألف بعدَها حرف استفتاحٍ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: «أم» (وَاللهِ) بحذف الألف (إِنْ شَاءَ اللهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «أقوم» (بِالمَدِينَةِ) بحذف الضَّمير (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) : (فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ) من مكَّةَ (فِي عَقِبِ ذِي الحَجَّةِ) بفتح العين وكسر القاف عند الأَصيليِّ، وعندَ غيره بضم فسكون (٥)، والأوَّل أولى؛ لأنَّ الثَّاني يُقال لما بعد التَّكملة، والأوَّل لما قرب منها، يُقال: جاء عَقِب الشَّهر، بالوجهين (٦) إذا جاءَ وقد بقيتْ منه بقيَّة، وجاء عُقبه -بضم العين- إذا جاء بعد تمامهِ، والواقع الأوَّل؛ لأنَّ قدوم عمر كانَ قبل أن ينسلِخَ


(١) في (د) زيادة: «ولابن وهب: يطير بها».
(٢) في (ع) و (ص) و (د): «يعرفون».
(٣) في (ع) و (ص) و (د): «أن».
(٤) «له»: ليست في (د).
(٥) في (ص): «ثم سكون».
(٦) قال الشيخ قطة رحمه الله تعالى: قوله: «بالوجهين» لعلَّ الصواب حذفه كما هو مقتضى فَرْقه بين الضبطين بقوله: «لأنَّ الثَّاني … » إلى آخره، اللهم إلَّا أن يُراد بالوجهين كسر القاف وسكونها، وإن لم تدل عليه عبارته، فإن في «المصباح» ما يفيد أنَّ كلمة «عقِْب» بكسر القاف وبسكونها للتخفيف أيضًا تستعمل بمعنيين: أحدهما المتابعة والموالاة، يقال: جاءني عقبه، أي: في إثره، وثانيهما: إدراك جزء من المذكور معه، يقال: جاء في عقب رمضان، إذا جاء وقد بقي منه بقية، وأما العُقُْب -بضمتين، والإسكان تخفيف- فمعناه العاقبة، وعاقبة كلّ شيء آخره، فانظره مع قول الشارح: «وجاء عُقبه -بضم العين- إذا جاء … » إلى آخره، فتأمل. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>