للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يعلم كونه ثوبه كي يرجع عن فعله ويردَّ له ثوبه (١)، وقوله: «ثوبي يا حجر» الثَّانية ثابتةٌ للأربعة، و (٢) إنَّما خاطبه لأنَّه أجراه مجرى من يعقل لفعله فعله؛ إذِ المتحرِّك يمكن أن يسمع ويجيب، ولغير الأربعة: «ثوبي حجر» (٣) (حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى مُوسَى) ، وفيه ردٌّ على القول بأنَّ ستر العورة كان واجبًا، وفيه إباحة النَّظر إلى العورة عند الضَّرورة الدَّاعية إلى ذلك، من مداواةٍ أو براءةٍ ممَّا رُمِيَ به من العيوب كالبرص وغيره، لكنَّ الأوَّل أظهر، ومُجرَّد تستُّر موسى لا يدلُّ على وجوبه لمَا تقرَّر في الأصول أنَّ الفعل لا يدلُّ بمُجرَّده على الوجوب، وليس في الحديث أنَّ موسى صلوات الله وسلامه عليه أمرهم بالتَّستُّر، ولا أنكر عليهم التَّكشُّف، وأمَّا إباحة النَّظر إلى العورة للبراءة ممَّا رُمِيَ به من العيوب فإنَّما هو حيث يترتَّب على الفعل (٤) حكمٌ كفسخ النِّكاح، وأمَّا قصَّة (٥) موسى فليس فيها أمرٌ شرعيٌّ ملزمٌ يترتَّب على ذلك، فلولا إباحة النَّظر إلى العورة، لَمَا أمكنهم موسى من ذلك، ولا خرج مارًّا على مجالسهم وهو كذلك، وأمَّا اغتساله خاليًا فكان يأخذ في حقِّ نفسه بالأكمل والأفضل، ويدلُّ على الإباحة ما وقع لنبيِّنا وقت بناء الكعبة من جعل إزاره على كتفه بإشارة العبَّاس عليه (٦) بذلك ليكون أرفق به في نقل الحجارة، ولولا إباحته لمَا فعله، لكنَّه ألزم بالأكمل والأفضل لعلوِّ مرتبته (٧) (فَقَالُوا) وللأَصيليِّ وابن عساكر: «و (٨) قالوا»: (وَاللهِ مَا) أي: ليس (بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ) اسم «ما»، وحرف الجرِّ زائدٌ (وَأَخَذَ) (ثَوْبَهُ فَطَفِقَ) بكسر الفاء الثَّانية وفتحها،


(١) «له ثوبه»: سقط من (س).
(٢) قوله: «مرَّتين، ونُصِب ثوبي بفعلٍ محذوفٍ … الثَّانية ثابتةٌ للأربعة، و» سقط من (ص).
(٣) «ولغير الأربعة: ثوبي حجر»: سقط من (م)
(٤) في (م): «العيب».
(٥) في (م): «قضيَّة».
(٦) في (م): «علمه».
(٧) قوله: «وفيه ردٌّ على القول: بأنَّ ستر العورة … والأفضل لعلوِّ مرتبته » سقط من (د) و (ص).
(٨) «و»: سقط من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>