للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليسوا في تأويلِ (١) الأحلامِ بنَحَارير (﴿وَقَالَ الَّذِي نَجَا﴾) من القتلِ (﴿مِنْهُمَا﴾) وهو الشَّرابيُّ (﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾) للملك الَّذي جمعَهم (﴿أَنَاْ أُنَبِّئُكُم﴾) أخبرُكم (﴿بِتَأْوِيلِهِ﴾) بمن عندَه علمُ تعبير هذا المنام (﴿فَأَرْسِلُونِ﴾) فابعثون (٢) إليه لأسأله عنها، فأرسلوهُ إلى يوسف في السِّجن، فأتاه فقال: (﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ﴾) البالغُ في الصِّدق (﴿أَفْتِنَا فِي﴾) رؤيا (﴿سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ﴾) إلى الملك ومن عندَه (﴿لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ﴾) تأويلَها (٣)، أو فضلك، أو مكانك من العلم، فيطلبوكَ ويخلِّصوك من محنتكَ (٤)، فذكر يوسفُ تعبيرها من غير تعنيفٍ لذلك الفتى في نسيانهِ ما وصَّاه به، ومن غير شرطٍ للخروجِ قبل ذلك بل (﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا﴾) بسكون الهمزة، وحفص وحدَه بفتحها، لغتان في مصدرِ دأَبَ يدْأَبُ، أي: دامَ على الشَّيء ولازمَه، وهو هنا نصبٌ على المصدرِ بمعنى: دَائبين (﴿فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ﴾) إذ ذاكَ أبقى له، ومانعٌ له من أكلِ السُّوس (﴿إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ﴾) في تلكِ السِّنين، فعبر البقرات السِّمان بالسِّنين (٥) المخصبة، والسَّنابل الخُضر بالزَّرع، ثمَّ أمرهُم بما هو الصَّواب نصيحةً لهم (﴿ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ﴾) هو من الإسنادِ المجازيِّ، جعل أكلَ أهلهنَّ (٦) مسندًا إليهنَّ (﴿إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ﴾) تحرزون (٧) (﴿ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ﴾) أي: من بعد أربع عشرة سنةً (﴿عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ﴾) من الغيثِ، أي: يمطرون، أو من الغوْثِ، وهو الفرج، فهو في الأوَّل من الثُّلاثي، وفي الثَّاني من الرُّباعي، يقول: غاثنَا الله من الغيثِ، وأغاثنَا من الغوْثِ (﴿وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾) فتأوَّل البقرات السِّمان والسُّنبلات الخُضر بسنين مخاصيب، والعِجَاف واليابسات بسنينَ مُجْدبة، ثمَّ بشَّرهم بعد الفراغِ من تأويل الرُّؤيا بأنَّ العام الثَّامن يجيءُ مباركًا كثيرَ الخير غزير النِّعَم، وذلك من جهةِ الوحي، فرجع السَّاقِي وأخبرَ الملك بتعبيرِ رُؤياه (﴿وَقَالَ الْمَلِكُ﴾) بعد أن رجعَ إليه السَّاقي وأخبره بتعبيرِ رُؤياه


(١) في (د): «بتأويل».
(٢) في (د): «فأرسلوني … فابعثوني».
(٣) في (د): «بتأويلها».
(٤) في (د): «سجنك».
(٥) «فعبر البقرات السمان بالسنين»: ليست في (ص) و (ع).
(٦) في (ع) و (د): «بعضهن».
(٧) في (د): «تحزنون».

<<  <  ج: ص:  >  >>