للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خاتمة: ومن آداب المعبِّر ما أخرجه عبد الرَّزَّاق عن عمر: أنَّه كتب إلى أبي موسى: إذا رأى أحدُكم رؤيا فقصَّها على أخيهِ فليقل: خيرٌ لنا وشرٌّ لأعدائنا. ورجاله ثقاتٌ، لكن سندهُ منقطعٌ، وعند الطَّبرانيِّ والبيهقيِّ في «الدَّلائل» من حديث ابن زِمْل الجهنيِّ -وهو بكسر الزاي وسكون الميم بعدها لام- قال: كان النَّبيُّ إذا صلَّى الصُّبح قال: «هلْ رَأى أحدٌ منكُم شيئًا؟» قال ابن زِمْل: فقلتُ: أنا يا رسولَ الله. قال: «خيرًا تلقاهُ، وشرًا تتوقَّاه، وخيرٌ لنا وشرٌّ على أعدائنا، والحمد لله ربِّ العالمين، اقصصْ رؤياكَ … » الحديثَ. وسندُه ضعيفٌ جدًّا.

وينبغي أن يكون العابرُ (١) ديِّنًا، حافظًا، تقيًّا، ذا علمٍ (٢) وصيانةٍ، كاتمًا لأسرارِ النَّاس في رُؤياهم، وأن يستغرقَ السُّؤال من السَّائل بأجمعهِ، وأن يردَّ الجوابَ على قدرِ السُّؤال للشريفِ والوضيعِ، ولا يعبِّر عند طلوعِ الشَّمس، ولا عند غروبها، ولا عند الزَّوال، ولا في اللَّيل.

ومن آداب (٣) الرَّائي أن يكون صادق اللَّهجة، وأن ينامَ على وضوءٍ على جنبهِ الأيمن، وأن يقرأَ (٤) عنده: و ﴿وَالشَّمْسِ﴾ و ﴿وَاللَّيْلِ﴾ و ﴿وَالتِّينِ﴾ وسورتَي الإخلاص والمعوِّذتين، ويقول: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من سَيِّئ الأحلامِ، وأستجيرُ بك من تلاعبِ الشَّيطان في اليقظةِ والمنام، اللَّهم إنِّي أسألكَ رؤيا صالحة صادقةً نافعةً حافظةً غير منسيَّةٍ، اللَّهمَّ أَرني في منامِي ما أحبُّ، ومن آدابهِ أن لا يُقصَّها على امرأةٍ، ولا على (٥) عدوٍّ، ولا على جاهلٍ.

وهذا (٦) آخر «كتاب التَّعبير»، فرغ منه يوم الاثنين، العشرين من شعبان (٧) سنة ٩١٥ (٨).


(١) في (ع): «المعبر».
(٢) في (ص) و (ع) و (ل): «حلم».
(٣) في (س): «أدب».
(٤) في (ع): «يكون».
(٥) «على»: ليست في (ص).
(٦) «وهذا»: ليست في (د).
(٧) في (د): «من شهر شعبان».
(٨) قوله: «فرغ منه يوم الاثنين العشرين من شعبان سنة ٩١٥»: ليست في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>