للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأمر، وزاد في رواية حنظلة: اليمنى، وكذا في رواية شعيبٍ عند المؤلِّف في «التَّعبير» [خ¦٦٩٩٩]، وفي «مسلمٍ» عن حذيفة: أعور عين اليسرى، ومقتضاه: أنَّ كلًّا من عينيه عوراء، وفي حديث حذيفة (١) أيضًا: مطموس العين، عليها ظُفَرةٌ غليظةٌ، وفي حديث سعيدٍ عند أحمد والطَّبرانيِّ: «أعور عينه اليسرى، بعينه اليمنى ظفرةٌ (٢) غليظةٌ»؛ والظَّفَرة (٣): تغشى العين، إذا لم تُقطع عميت العين، وفي حديث عبد الله بن مغفَّلٍ عند الطَّبرانيِّ: «ممسوح العين»، وفي حديث أبي سعيدٍ عند أحمد: «وعينه (٤) اليمنى عوراء جاحظةٌ كأنَّها نخاعةٌ في أصل حائطٍ مجصَّصٍ، وعينه اليسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ»، فوصف عينيه معًا، والمراد بوصفها بـ «الكوكب» شدَّة اتِّقادها، وعند أحمد والطَّبرانيِّ من حديث أُبَيِّ بن كعبٍ: «إحدى عينيه (٥) كأنَّها زجاجةٌ خضراء»، وهو يوافق وصفها بالكوكب، وظاهر هذه الرِّوايات التَّضادُّ، ولكنَّ وصف اليمنى بالعَوَر أرجح؛ لاتِّفاق الشَّيخين عليه من حديث ابن عمر [خ¦٣٤٣٩] ويُحتَمل أن يكون كلٌّ من عينيه عوراء، فإحداهما بما أصابها من (٦) الظَّفرة الغليظة المُذهبة للإدراك، والأخرى من أصل الخِلقة، فيكون الدَّجَّال أعمى (٧) أو قريبًا منه، لكنَّ وصف إحداهما بالكوكب الدُّرِّيِّ يردُّ هذا الاحتمال، فالأقرب أنَّ الذي ذهب ضوءُها هي المطموسة الممسوحة، والأخرى معيبةٌ (٨) بارزةٌ معها بقاء ضوءٍ؛ فلا تنافي؛ لأنَّ كثيرًا ممَّن يحدث له النُّتوء يبقى معه الإدراك، فيكون الدَّجَّال من هذا القبيل، وعند الطَّبرانيِّ من حديث عبد الله بن مُغفَّلٍ: أنَّه آدمُ، فيجمع بينه وبين وصفه هنا بأنَّه أحمر بأنَّ (٩) أدمته صافيةٌ، ولا ينافي أن يوصف


(١) قوله: «أعور عين اليسرى … وفي حديث حذيفة» سقط من (د).
(٢) في (ع): «طرفة».
(٣) في (ع): «الطَّرفة».
(٤) في (د): «وغيره»، وليس بصحيحٍ.
(٥) في (ع): «عينه»، وليس فيها: «إحدى».
(٦) في (د) و (ع): «أصابه»، ثمَّ زيد في (ع): «لا».
(٧) في (د): «أعور»، وليس بصحيحٍ.
(٨) في (ع): «مضيئة»، وهو تحريفٌ.
(٩) «أحمر بأنَّ»: سقط من غير (د) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>