للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا منَّة لأحدٍ (١) عليه ، بل منَّته والله على جميع الخلائق (٢)، وقال القرطبيُّ: هو من الامتنان، يعني: أنَّ أبا بكرٍ له من الحقوق ما لو كان لغيره لامتنَّ بها، وذلك لأنَّه بادر بالتَّصديق ونفقة الأموال، وبالمُلازَمة والمُصاحَبة (٣) إلى غير ذلك بانشراح صدرٍ ورسوخ علمٍ بأنَّ الله ورسوله لهما المنَّة في ذلك، لكنَّ الرَّسول بجميل أخلاقه وكرم أعراقه (٤) اعترف بذلك عملًا بشكر المنعم، وفي حديث أبي هريرة عند التِّرمذيِّ مرفوعًا: «ما لأحدٍ عندنا يدٌ إِلَّا كافأناه، ما خلا أبا بكرٍ، فإنَّ (٥) له -واللهِ- عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة» (وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا) أي: أختار وأصطفي (مِنْ أُمَّتِي) كذا للأربعة، ولغيرهم: «ولو كنت متَّخذًا من أمَّتي خليلًا» (لَاتَّخَذْتُ) منهم (أَبَا بَكْرٍ) لكونه متأهِّلًا لأن يتَّخذه خليلًا، لولا المانع وهو أنَّه امتلأ قلبه بما تخلَّله من معرفة الله تعالى ومحبَّته ومُراقَبته، حتَّى كأنَّها مُزِجَت أجزاء قلبه بذلك، فلم يتَّسع قلبه لخلَّةٍ غير الله ﷿، وعلى هذا


(١) في (د) و (م): «ليس لأحد».
(٢) في (د) و (م): «الخلق».
(٣) في غير (ص) و (م): «بالمصاحبة».
(٤) في (م): «أعرافه».
(٥) زيد في (م): «والله»، وليست في «سنن التِّرمذيِّ» (٣٦٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>