للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَقَالَتْ) عائشة : (شَبَّهْتُمُونَا بِالحُمُرِ وَالكِلَابِ!) قال ابن مالكٍ: المشهور تعدية «شبَّه» إلى مُشبَّهٍ ومُشبَّهٍ به بدون باءٍ لقول (١) امرئ القيس:

فشبَّهتُهُم في الآلِ (٢) لمَّا تَكَمَّشوا (٣) … حدائقَ دَوْمٍ، أو (٤) سفينًا مُقَيَّرا

وقد كان بعض المعجبين (٥) بآرائهم يخطِّئ سيبويه وغيره من أئمَّة العربيَّة في قولهم: شبَّه كذا بكذا، ويزعم أنَّه لحنٌ، وليس زعمه صحيحًا، بل سقوط الباء وثبوتها جائزان (٦)، وإن كان سقوطها أشهر في كلام القدماء، وثبوتها لازمٌ في عُرف العلماء، وفي طريق عُبَيْد الله عن القاسم عن عائشة قالت: «بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار» [خ¦٥١٩] وأرادت بخطابها ذلك ابن أختها عروة، أو أبا هريرة ، فعند مسلمٍ من آدابه (٧) من رواية عروة بن الزُّبير قال (٨): قالت عائشة : «ما يقطع الصَّلاة؟ قال: قلت: المرأة والحمار … » الحديثَ، وعند ابن عبد البرِّ من رواية القاسم قال: «بلغ عائشة أنَّ أبا هريرة يقول: إنَّ المرأة تقطع الصَّلاة»، فإن قلت: كيف أنكرت على من ذكر المرأة مع (٩) الحمار والكلب فيما يقطع الصَّلاة، وهي قد روت الحديث عن


(١) في (د): «دون باء كقول»، وفي (م): «دون باءٍ لقول».
(٢) في (د): «بالآل».
(٣) في (د): «تسلَّموا»، وفي (م): «تلمَّسوا»، والمثبت موافقٌ لما في «الدِّيوان».
(٤) في (م): «هومٍ و» والمثبت موافقٌ لما في «الدِّيوان».
(٥) في (م): «المحبِّين».
(٦) في (م): «ثبوت الباء».
(٧) «من آدابه»: مثبتٌ من (م)، وفي (د): «به من رواية».
(٨) «قال»: سقط من (د).
(٩) في (م): «و».

<<  <  ج: ص:  >  >>