للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وناقشه أبو حيَّان بأنَّ هذه الطريق اختصرها الرَّاوي، واحتجَّ بحديث أبي هريرة من وجهٍ آخر عند البزَّار: «إنَّ لله ملائكةً يتعاقبون فيكم، ملائكة باللَّيل، وملائكة بالنَّهار»، وتعقَّبه في «المصابيح» بأنَّها دعوى لا دليل عليها، فلا يُلتفَت إليها. انتهى. فليُتأمَّل مع ما مرَّ. نعم شُوحِحَ في العزوِ إلى «مُسنَد البزَّار» مع كونه في «الصَّحيحين» بهذا اللَّفظ، فالعزو إليهما أَوْلى، وبالجملة فوقع في طرق (١) الحديث ما يدلُّ على أنَّه اختُلِف فيه على أبي الزِّناد، فالظَّاهر أنَّه كان تارةً يذكر (٢) هكذا، وتارةً يذكر هكذا، وذلك يقوِّي ما مرَّ أوَّلًا، وحمله ابن مالكٍ وغيره على لغة بني الحارث في: «أكلوني البراغيث»، فـ «الواو» علامة الفاعل المُذكَّر (٣) المجموع، وهي لغة فاشيةٌ، ونازعه أبو حيَّان بما مرَّ، و «التَّعاقب»: أن تأتي جماعةٌ عقب أخرى (٤)، ثمَّ تعود الأولى عقب الثَّانية، وتنكير «ملائكةٍ» في الموضعين ليفيد أنَّ الثَّانية غير الأولى، كما قِيلَ في قوله تعالى: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الانشراح: ٥ - ٦]: إنَّه استئنافٌ، وَعَدَه تعالى (٥) بأنَّ اليسر (٦) مشفوعٌ


(١) في (د) و (م): «طريق».
(٢) في غير (د) و (م): «يذكره».
(٣) في (ب) و (س): «المذكور».
(٤) في غير (د): «الأخرى».
(٥) في (د): «وعدةٌ منه تعالى».
(٦) في (د): «العسر»، وهو تحريفٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>