للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أغَاثَ يُغِيثُ إِغَاثةً من مزيد الثُّلاثيِّ المجرَّد (١): من الغَوث، وهو الإجابة، أو هو من طلب الغيث، أي: المطر، لكنَّ المشهور عند اللُّغوييِّن فتحُها، من الثُّلاثيِّ المجرَّد في المطر، يقال: غَاث الله النَّاس والأرض يَغيثهم، بالفتح، قال ابن القطَّاع: غاث الله عباده غيثًا وغياثًا: سقاهم (٢) المطر، وأغاثهم: أجاب دعاءهم، ويقال: غَاث وأغاث بمعنًى، والرُّباعيُّ أعلى، وقال بعضهم -فيما نقله أبو عبد الله الأُبِّيُّ-: على (٣) تقدير أنَّه من الإغاثة لا من طلب الغيث، إنَّه من ذلك بالتَّعدية، يعني: اللَّهم هب لنا غيثًا، كما يقال: سقاه الله وأسقاه، أي: حصل له (٤) سقياه (٥) على من فرَّق بين اللَّفظين، وضبطها البرماويُّ بالوجهين مقدِّمًا للفتح، وكذا جوَّزهما في «الفتح»، لكن يبقى النَّظر في الرِّواية. نعم، ثبت الوجهان في الرِّواية اللَّاحقة في فرع «اليونينيَّة» (قَالَ) أنس: (فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ يَدَيْهِ) أي: حذاء وجهه، ودعا (فَقَالَ) في دعائه: (اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا) ثلاث مرَّاتٍ لأنَّه كان إذا دعا دعا ثلاثًا، وهمزة: «اسقنا»، فيها وصلٌ كما في الفرع، وجوَّز الزَّركشيُّ قطعَها معلِّلًا بأنَّه ورد في القرآن ثلاثيًّا ورباعيًّا، قال في «المصابيح»: إن ثبتت الرِّواية بهما (٦)، أي: بالوصل والقطع فلا كلامَ، وإلَّا اقتصرنا من الجائزَين على ما وردت الرِّواية به. انتهى. (قَالَ أَنَسٌ: وَلَا) بالواو، ولأبي ذَرٍّ وابن عساكر: «فلا» (وَاللهِ) أي: فلا نرى والله (مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ) أي:


(١) «المجرَّد»: ليس في (ص) و (م).
(٢) زيد في (د): «الله».
(٣) «على»: ليس في (د).
(٤) «له»: ليس في (م).
(٥) في (د): «أي: جعل سقياه».
(٦) في (د): «فيهما».

<<  <  ج: ص:  >  >>