للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لهما سلطانٌ في غيرهما، ولا قدرة على الدَّفع عن أنفسهما، وزاد أبو ذرٍّ هنا: «ولا لحياته» بلام قبل الحاء، وله في أخرى: «ولا حياته» بحذفها (وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا) أي: بالكسفة، وللأَصيليِّ وابن عساكر: «بهما» (عِبَادَهُ) ولأبي ذَرٍّ، عن الحَمُّويي (١) والمُستملي: «ولكن يخوِّف الله بهما عباده» ولأبي ذَرٍّ عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولكن الله يخوِّف بها (٢) عباده» (٣)، فالكسوف من آياته تعالى المخوِّفة، أمَّا إنِّه آية من آيات الله فلأنَّ الخلق عاجزون عن ذلك، وأمَّا إنَّه من الآيات المخوِّفة (٤) فلأنَّ تبديل (٥) النُّور بالظُّلمة تخويفٌ، والله تعالى إنَّما يخوِّف عباده (٦) ليتركوا المعاصي، ويرجعوا لطاعته (٧) الَّتي بها (٨) فوزُهم، وأفضلُ الطَّاعات بعد الإيمان الصَّلاة، وفيه: ردٌّ على أهل الهيئة حيث قالوا: إنَّ الكسوف أمرٌ عاديٌّ لا تأخير فيه ولا تقديم لأنَّه لو كان كما زعموا لم يكن فيه تخويفٌ ولا فزعٌ، ولم يكن للأمر بالصَّلاة والصَّدقة معنًى، ولَئِن سلَّمنا ذلك فالتَّخويف باعتبار أنَّه يذكِّر بالقيامة (٩) لكونه أُنموذجًا (١٠)، قال الله تعالى:


(١) في (م): «للحمويي» بدل قوله: «ولأبي ذرٍّ عن الحمويي».
(٢) في (د): «بهما».
(٣) قوله: «ولأبي ذَرٍّ عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: ولكن الله يخوِّف بها عباده» سقط من (ب) و (م).
(٤) في (ص): «المخلوقة»، وليس بصحيحٍ.
(٥) في (د): «تبدُّل».
(٦) في (م): «عبده»، وهو تحريفٌ.
(٧) في (م): «إلى طاعته».
(٨) في (م): «عليها»، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
(٩) في (ب) و (س): «القيامة».
(١٠) في (ب): «نموذجًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>