للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فوقيَّةٌ، تثنية: لِهْزِمَةٍ (١)، ولغير أبي ذرٍّ: «بِلِهْزِمَيه» بإسقاط الفوقيَّة، وفسَّرهما بقوله (٢): (يعني: شِدْقَيْهِ) بكسر الشِّين المعجمة، أي: جانبي الفم، ولأبي ذرٍّ: «يعني: بشدقيه» بزيادة مُوحَّدةٍ قبل الشِّين (ثُمَّ يَقُولُ) الشُّجاع له: (أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ) يخاطبه بذلك؛ ليزداد غصَّةً وتهكُّمًا عليه (ثُمَّ تَلَا) : (﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ﴾ … الآية [آل عمران: ١٨٠]) بالغيب في: ﴿يَحْسَبَنَّ﴾ أسنده إلى: ﴿الَّذِينَ﴾ وقدَّر مفعولًا دلَّ عليه: ﴿يَبْخَلُونَ﴾ أي: لا يحسبنَّ الباخلون بخلَهم خيرًا لهم، وحذف واو: ﴿وَلَا﴾ وهي ثابتةٌ في القرآن، ولأبي ذرٍّ: «﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ﴾» بإثباتها، و «﴿تَحْسَبَنَّ﴾» بالخطاب، وهي قراءة حمزة والمُطَّوِّعيِّ عن الأعمش، أسنده إلى الرَّسول (٣) ، وقدَّر مضافًا، أي: لا تحسبنَّ -يا محمَّد- بخل الذين يبخلون هو خيرًا لهم، فـ «بُخْلَ» و «خيرًا» مفعولاه، وفي رواية التِّرمذيِّ: قرأ مصداقه: ﴿سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران: ١٨٠] وفيه دلالةٌ على أنَّ المراد بالتَّطويق حقيقته (٤)؛ خلافًا لمن قال: إنَّ معناه: سيُطوَّقون الإثم، وفي تلاوة الرَّسول الآية عقب ذلك دلالةٌ على أنَّها نزلت في مانعي الزَّكاة، وعليه أكثر المفسِّرين، وهذا الحديث جعله أبو العبَّاس الطَّرْقِيُّ والذي قبله حديثًا واحدًا، ورواه مالكٌ في «موطَّئه» عن عبد الله بن دينارٍ، عن أبي صالحٍ، لكن وقفه (٥) على أبي هريرة، وخالفهم عبد العزيز بن أبي سلمة فرواه عن عبد الله بن دينارٍ، عن ابن عمر، عن النَّبيِّ ، قال ابن عبد البرِّ: وهو عندي خطأٌ بيِّنٌ في الإسناد؛ لأنَّه لو كان عند عبد الله بن دينارٍ، عن ابن عمر؛ ما رواه عن أبي صالحٍ عن أبي هريرة أصلًا، ورواية مالكٍ وعبد الرَّحمن بن عبد الله فيه الصَّحيحة (٦)، وهو مرفوعٌ صحيحٌ.

وقد أخرج حديث الباب المؤلِّف أيضًا في «التَّفسير» [خ¦٤٥٦٥]، والنَّسائيُّ في «الزَّكاة».


(١) في (د): «لهمزة»، وليس بصحيحٍ.
(٢) زيد في (د): «شدقيه».
(٣) في غير (ص) و (م): «رسول الله».
(٤) في (ص) و (م): «حقيقة».
(٥) في غير (ص) و (م): «بوقفه».
(٦) في (ب) و (س): «هي الصَّحيحة»، وفي (د): «فيه الصِّحَّة».

<<  <  ج: ص:  >  >>