للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تشريفًا لهم وتعظيمًا لشأنهم، وترك ذكر موسى ؛ ليبرزه مع ذكرهم بقوله: ﴿وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء: ١٦٤] على نمطٍ أعمَّ (١) من الأوَّل.

ولمَّا كان هذا الكتاب لجمع وحي السُّنَّة؛ صدَّره بـ «باب الوحي»؛ لأنَّه ينبوع الشَّريعة، وكان الوحي لبيان الأحكام الشَّرعيَّة؛ صدَّره بحديث: «الأعمال بالنِّيات»؛ لمناسبته للآية الشَّريفة السَّابقة؛ لأنَّه أوحى إلى الكلِّ الأمر بالنِّيَّة؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: ٥] والإخلاص: النِّيَّة. فقال: كما أخبرنا به وبما سبق من أوَّله إلى آخر الصَّحيح الشَّيخُ المسند رُحْلَة الآفاق أبو العبَّاس أحمد بن عبد القادر بن طَريف -بفتح الطَّاء المهملة- الحنفيُّ، المُتوفَّى سنة ثلاثٍ وثمانين وثمان مئةٍ، وقد جاوز التِّسعين، بقراءتي عليه لجميع هذا «الجامع» في خمسة مجالس وبعض مجلسٍ متواليةٍ، مع ما أُعِيد لمُفَوتين أظنُّه نحو العُشر، آخرها يوم الأحد ثامن عشر من شوَّال سنة اثنتين وثمانين وثمان مئةٍ.

قال: وأخبرنا أبو الحسن عليُّ بن محمَّدٍ الدِّمشقيُّ قراءةً عليه لجميعه، وأنا في الخامسة، والعلَّامة المقري أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البعليُّ -بالمُوحَّدة المفتوحة والعين المهملة السَّاكنة- التَّنُوخيُّ؛ بفتح الفوقيَّة وضمِّ النُّون الخفيفة (٢) وبالخاء المعجمة، والحافظان زين الدِّين عبد الرَّحيم بن الحسين العراقيُّ، ونور الدِّين عليُّ بن أبي بكر بن سليمان الهيثميُّ، من «باب وكلَّم الله موسى تكليمًا» إلى آخر «الصَّحيح»، وإجازةً لسائره (٣).


(١) في (د): «أعظم».
(٢) «وضمِّ النُّون الخفيفة»: سقط من (ص) و (م).
(٣) في (ص): «وأجازه كسائره»، وليس بصحيحٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>