للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بدون شهرٍ كما أشار إليه المؤلِّف بقوله: (وَقَالَ النَّبِيُّ ) ممَّا وصله المؤلِّف (١) في الباب التَّالي [خ¦١٩٠١] (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَقَالَ) ، ممَّا وصله من حديث أبي هريرة [خ¦١٩١٤]: (لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ) فلم يقل: شهر رمضان، واعتذر الزَّمخشريُّ وتبعه البيضاويُّ عن هذا ونحوه -بناءً على أنَّ مجموع شهر رمضان هو العَلَم- بأنَّه من باب الحذف، لا من باب الإلباس؛ كما قال: «بما (٢) أعيا النِّطاسيَّ حِذْيَمَا»، أراد: ابن حِذْيَمَ، قال في «المصابيح»: يشير إلى ما أنشده في «المُفصَّل» من قول الشَّاعر:

فهل لكما فيما (٣) إليَّ فإنِّني … طبيبٌ بما أعيا النِّطَاسِيَّ حِذْيَمَا

وقد عدَّه في «المُفصَّل» من الحذف الملبِس نظرًا إلى أنَّه لا يعلم أنَّ اسم الطَّبيب حِذْيمٌ أو ابن حِذْيَمٍ، وعدَّه هنا من باب الحذف، لا من باب الإلباس نظرًا إلى المشتهر (٤) فيما بين البعض كرمضان (٥) عند من يعلم أنَّ الاسم شهر رمضان، أو جعله نظيرًا لمجرَّد الحذف ممَّا هو كالعَلَم، وجاز الحذف من الأعلام وإن كان من قبيل حذف بعض الكلمة لأنَّهم أجْرَوا مثلَ هذا العَلَم مجرى المضاف والمضاف إليه؛ حيث أعربوا الجزأين، وقوله: «تَقدَّموا» بفتح التَّاء والدَّال، أصله: تتقدَّموا، فحُذِفت إحدى التَّاءين تخفيفًا، أي: لا تتقدَّموا الشَّهر بصومٍ تعدُّونه منه احتياطًا، ويأتي مبحث هذا إن شاء الله تعالى في بابه.


(١) «المؤلِّف»: ليس في (ص) و (م).
(٢) «بما»: ليس في (د).
(٣) في (د): «لكم فيها»، والمثبت موافقٌ لما في «المصابيح».
(٤) في (د) و (ج): «الشَّهر»، وهو تحريفٌ.
(٥) في (د): «رمضان».

<<  <  ج: ص:  >  >>