للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَانْصَرِفْ) بكسر الرَّاء والجزم على الأمر (بِالأَلْفِ الدِّينَارِ (١)) التي أتيتَ بها صحبَتك حال كونك (رَاشِدًا) قال الحافظ ابن حجرٍ: لم أقف على اسم هذا الرَّجل، لكن رأيت في «مُسنَد الصَّحابة الذين نزلوا (٢) مصر» لمحمَّد بن الرَّبيع الجيزيِّ بإسنادٍ له فيه مجهولٌ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه: أنَّ رجلًا جاء إلى النَّجاشيِّ فقال: أسلفني ألف دينارٍ إلى أجلٍ، فقال: مَن الحميل (٣) بك؟ قال: الله، فأعطاه الألف دينارٍ (٤)، فضرب بها الرَّجل -أي: سافر بها- في (٥) تجارةٍ، فلمَّا بلغ الأجل أراد الخروج إليه، فحبسته (٦) الرِّيح، فعمل تابوتًا، فذكر الحديث نحو حديث أبي هريرة، واستفدنا منه أنَّ الذي أقرض هو النَّجاشيُّ، فيجوز أن تكون نسبته (٧) إلى بني إسرائيل بطريق الاتِّباع لهم (٨) لا أنَّه من نسلهم. انتهى. وتعقَّبه العينيُّ فقال: هذا الكلام في البعد إلى حدِّ السُّقوط لأنَّ السَّائل والمسؤول منه (٩) كلاهما من بني إسرائيل على ما صرَّح به ظاهر الكلام، وبين الحبشة وبين (١٠) بني إسرائيل بُعْدٌ عظيمٌ في النِّسبة وفي الأرض، ويبعد أن يكون (١١) ذلك الانتساب إلى بني إسرائيل بطريق الاتِّباع، وهذا يأباه من له نظرٌ تامٌّ في تصرُّفه في وجوه معاني الكلام على أنَّ الحديث المذكور ضعيفٌ لا يُعمَل به. انتهى. وأجاب في «انتقاض


(١) في (د): «دينارٍ»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
(٢) في (ص): «تولَّوا».
(٣) في (د): «حميلٌ».
(٤) «دينارٍ»: ليس في (ص) و (م).
(٥) في (د) و (ص): «إلى».
(٦) في غير (د): «فحبسه».
(٧) في (د): «يكون نسبة».
(٨) «لهم»: ليس في (د).
(٩) «منه»: ليس في (د).
(١٠) «بين»: مثبتٌ من (ب) و (س).
(١١) في (م): «كون».

<<  <  ج: ص:  >  >>