للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي الضُّحى: أنَّ هذه الآية ﴿انْفِرُواْ خِفَافًا﴾ أوّل ما نزل من سورة براءة، نقله ابن كثير الحافظ.

(وَقَوْلُِهُِ) تعالى بالجرِّ أو بالرَّفع على الاستئناف: (﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ﴾) تباطأتم (﴿إِلَى الأَرْضِ﴾) متعلِّقٌ به، كأنَّه ضُمِّن معنى الإخلاد والميل، فعُدِّي بـ ﴿إِلَى﴾ (١)، وكان هذا في غزوة تبوك حيث أُمِروا بها بعد رجوعهم من الطَّائف حين طاب الثِّمار والظِّلال في شدِّة الحرِّ مع بُعد الشُّقَّة وكثرة العدوِّ، فشقَّ عليهم (﴿أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾) وغرورها (﴿مِنَ الآخِرَةِ﴾) بدل الآخرة ونعيمها (إِلَى قَوْلِهِ: ﴿عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: ٣٨ - ٣٩]) وقال في رواية أبي ذرٍّ بعد قوله: ﴿إِلَى الأَرْضِ﴾: «إلى قوله: ﴿وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾».

(يُذْكَرُ) بضمِّ أوَّله مبنيًّا للمفعول بغير واوٍ، ولأبي ذرٍّ: «ويُذكر» (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) ، ممَّا وصله الطَّبريُّ من طريق عليِّ بن أبي طلحة عنه: (انْفِرُوا) حال كونكم (ثُبَاتٍ) بضمِّ المثلَّثة وتخفيف الموحَّدة، نُصِبَ بالكسرة كهنداتٍ، جمع ثُبَةٍ، ولأبي ذرٍّ والقابسيِّ: «ثُباتًا» بالألف. قال ابن حجرٍ: وهو غلطٌ لا وجهَ له. وقال العينيُّ: وهو غير صحيحٍ، لأنَّه جمع المؤنَّث السَّالم. وكذا قال ابن الملقِّن والزَّركشيُّ. وتعقَّبه العلَّامة ابن الدَّمامينيِّ: بأنَّ مذهب الكوفيين جواز إعرابه في حالة (٢) النَّصب بالفتح مطلقًا. وجوَّزه قومٌ في محذوف اللَّام، وعلى كلٍّ من الرَّأيَين يكون لهذه الرِّواية وجهٌ، ومن ذا الَّذي (٣) أوجب اتِّباع المذهب البصريِّ وألغى المذهب الكوفيَّ حتَّى يقال: بأنَّ هذه الرِّواية لا وجه لها. انتهى. والمعنى: انفروا جماعاتٍ في تفرقةٍ (٤) حال كونكم (سَرَايَا) جمع سريَّةٍ؛


(١) في (د) و (ص) و (م) و (ج) و (ل): بـ «على».
(٢) في (ص): «حال».
(٣) في (د): «ومَن الذي».
(٤) في (ب) و (س): «متفرِّقة».

<<  <  ج: ص:  >  >>