للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هو ابن مالكٍ (حَدَّثَهُمْ قَالَ: رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ ).

٢٨٣٩ - قال المؤلِّف: (حَدَّثَنَا) وفي بعض الأصول: «ح» للتَّحويل «وحدَّثنا» (سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ) الطَّويلِ (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ فِي غَزَاةٍ) هي غزوة تبوكَ كما في رواية زهيرٍ [خ¦٢٨٣٨] (فَقَالَ: إِنَّ أَقْوَامًا بِالمَدِينَةِ خَلْفَنَا) بسكون اللَّام، أي: وراءنا (مَا سَلَكْنَا شِعْبًا) بكسر الشِّين المعجمة وسكون العين المهملة، بعدها موحَّدةٌ، طريقًا في الجبل (وَلَا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ) أي: في ثوابه، ولابن حبَّان وأبي عَوانةَ من حديث جابرٍ: «إِلَّا شركوكم في الأجر» بدل قوله: «إلَّا وهم معكم». وللإسماعيليِّ من طريقٍ أخرى عن حمَّاد بن زيدٍ: «إِلَّا وهم معكم فيه بالنِّيَّة». ولأبي داود عن حمَّادٍ: «لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سرتم من مسيرٍ، ولا أنفقتم من نفقةٍ، ولا قطعتم واديًا (١) إلَّا وهم معكم فيه». قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: (حَبَسَهُمُ العُذْرُ) هو أعمُّ من المرض، فيشمل عدم القدرة على السَّفر وغيرَه، وفي «مسلمٍ» من حديث جابرٍ: «حبسهم المرضُ» وهو محمولٌ على الغالب.

(وَقَالَ مُوسَى) بن إسماعيل شيخُ المؤلِّف: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ) هو ابن سلمة (عَنْ حُمَيْدٍ) الطَّويلِ (عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ) أنس بن مالكٍ (قَالَ النَّبِيُّ ).

(قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ) البخاريُّ: السَّند (الأَوَّلُ) المحذوف منه موسى بين حُميدٍ وأنسٍ (أَصَحُّ) من الثَّاني المثبت فيه (٢) موسى، ولأبي ذَرٍّ: «الأوَّل عندي أصحُّ» واعترضه الإسماعيليُّ: بأنَّ حمَّادًا عالمٌ بحديث حُمَيدٍ مقدَّم فيه على غيره. قال في «الفتح»: وإنَّما قال ذلك لتصريح حُمَيدٍ بتحديث أنسٍ له كما تراه، ولا مانع أن يكون حُميدٌ سمع هذا من موسى عن أبيه، ثمَّ لقي أنسًا فحدَّثه به، أو سمع من أنسٍ، فثبَّته فيه ابنُه موسى. انتهى. وفيه أنَّ المؤمن يبلغ بنيَّته أجر العامل إذا منعه العذر عن العمل، كمن غلبه النَّوم عن صلاة اللَّيل، فإنَّه يُكتب له أجر صلاته، ويكون نومه صدقةً عليه


(١) في (ج) و (ل): «وادٍ».
(٢) «فيه»: سقط من (د) و (د ١) و (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>