للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(كُلَّمَا أَوْفَى) بفتح الهمزة والفاء وسكون الواو، أشرف وعلا (عَلَى ثَنِيَّةٍ) بفتح المثلَّثة وكسر النُّون وتشديد التَّحتيَّة، أعلى الجبل أو الطَّريق في الجبال (أَوْ) أوفى على (فَدْفَدٍ) بفاءَين مفتوحتَين، بينهما دالٌ (١) ساكنةٌ وبعد الأخيرة أخرى مهملتَين: الفلاة من الأرض لا شيء فيها، أو الغليظة، أو ذات الحصى المستوية أو المرتفعة (كَبَّرَ) الله (ثَلَاثًا) هو جواب الشَّرط وموضع التَّرجمة كما لا يخفى (ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) قال القرطبيُّ: وفي تعقيب التَّكبير بالتَّهليل إشارةٌ إلى أنَّه المنفرد بإيجاد جميع الموجودات، وأنَّه المعبود في جميع الأماكن. وقال في «الفتح»: يحتمل أنَّه كان يأتي بهذا الذِّكر عقب التَّكبير وهو على المكان المرتفع، ويحتمل أنَّ التَّكبير يختصُّ (٢) بالمكان المرتفع وما بعده إن كان متَّسعًا أكمل الذِّكر المذكور فيه، وإلَّا فإذا هبط سبَّح كما دلَّ عليه حديث جابرٍ، ويحتمل أن يكمل الذِّكر مطلقًا عقب التَّكبير، ثمَّ يأتي بالتَّسبيح إذا هبط (آيِبُونَ) بمدِّ الهمزة، أي: نحن راجعون إلى الله تعالى، نحن (تَائِبُونَ) إليه (٣) تعالى، فيه إشارةٌ إلى التَّقصير في العبادة، وقاله على سبيل التَّواضع أو تعليمًا لأمَّته، نحن (عَابِدُونَ) نحن (سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا) نحن (حَامِدُونَ) والجارُّ والمجرور إمَّا متعلِّقٌ (٤) بـ «ساجدون»، أو بـ «حامدون» (٥)، أو بهما، أو بالصِّفات الأربعة المتقدِّمة، أو بالخمسة على سبيل (٦) التَّنازع (صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ (٧)) فيما وعد به من إظهار دينه (وَنَصَرَ عَبْدَهُ) محمَّدًا (وَهَزَمَ الأَحْزَابَ) الَّذين تحزَّبوا في غزوة الخندق لحربه ، فاللَّام للعهد، أو المراد: كلُّ من تحزَّب من الكفَّار لحربه ، فتكون جنسيَّةً، أو المراد: اللَّهم اهزم الأحزاب، فيكون بمعنى الدُّعاء، والأوَّل هو الظَّاهر، وقد كان إذا خرج للغزو واعتدَّ له بالعَدَد والعُدَد، فيجمع أصحابه


(١) في (م): «دال مهملة» وستأتي بكلمة مهملتين.
(٢) في (م): «مختصٌّ».
(٣) في (د): «إلى الله».
(٤) في (م): «يتعلَّق».
(٥) في (م): «حامدون».
(٦) في (د ١) و (ص) و (م) و (ل): «طريق».
(٧) في (م): «وحده».

<<  <  ج: ص:  >  >>