للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخطَّابيِّ: «كذا رُوِيَ، وحقُّه: نَعاءِ أبا رافع (١)، أي: انعوا أبا رافعٍ كقولهم: دَراكِ بمعنى: أدركْ» تعقَّبه في «المصابيح» فقال: هذا قدحٌ في الرِّواية الصَّحيحة بوهمٍ يقع في الخاطر، فالنَّعايا هنا: جمع نَعيٍّ كصفيٍّ وصفايا، والنَّعي خبر الموت، أي: فما برحت حتَّى سمعت الأخبار مصرِّحةً بموت أبي رافعٍ (تَاجِرِ أَهْلِ الحِجَازِ) فيه قبول خبر (٢) الواحد في الوفاة بقرائن الأحوال، ولو كان القائل (٣) كافرًا لأنَّ (٤) المحكَّمَ القرينةُ لا القول (قَالَ: فقُمْتُ وَمَا بِي قَلَبَةٌ) بالقاف واللَّام والموحَّدة المفتوحات، أي: ما بقي علَّةٌ أو داءٌ (٥) تُقلَب له رجلي لتُعَالجَ (حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ فَأَخْبَرْنَاهُ) بموت أبي رافعٍ.

فإن قلت: من أين تؤخَذ المطابقة بين التَّرجمة والحديث؟ أُجيبَ: بأنَّه إنَّما قصد أبا رافعٍ وهو نائمٌ، وإنَّما أيقظه ليعلم مكانه بصوته، فكان حكمه حكمَ النَّائم لأنَّه حينئذٍ استمرَّ على خبال نومه، لأنَّه بعد أن ضربه لم يفرَّ من مكانه، ولا تحوَّل من (٦) مضجعه حتَّى عاد إليه فقتله، على أنَّه قد صُرِّح في الحديث الآتي [خ¦٣٠٢٣] بأنَّه قتله في حالة النَّوم. انتهى. وفي الحديث جواز التَّجسُّس على المشركين، وجواز قتل المشرك بغير دعوةٍ إذا كان قد بلغته قبل ذلك، وقتله إذا كان نائمًا مع تحقُّق استمراره على الكفر واليأس من فلاحه بالوحي أو القرائن (٧) الدَّالَّة على ذلك، وأخرج الحديثَ المؤلِّفُ أيضًا مختصرًا هنا [خ¦٣٠٢٣] وفي «المغازي» [خ¦٤٠٣٨].


(١) في (ج) و (ل): «نعائي أبي رافع».
(٢) في (ب) و (د ١) و (س): «قول».
(٣) في (د ١) و (ص) و (م): «النَّاقل».
(٤) في (د): «كان» وليس بصحيحٍ.
(٥) في (د): «ما بي علَّةٌ وداءٌ».
(٦) في (م): «عن».
(٧) في (ب) و (س): «بالقرائن».

<<  <  ج: ص:  >  >>