للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّبِيُّ (١) : اكْتُبُوا لِي مَنْ تَلَفَّظَ) بفتح المثنَّاة الفوقيَّة وفتح (٢) اللَّام والفاء المشدَّدة، وللأَصيليِّ وابن عساكرٍ وأبي الوقت: «يلْفِظ» بالتَّحتيَّة وسكون اللَّام وكسر الفاء (بِالإِسْلَامِ مِنَ النَّاسِ. فَكَتَبْنَا لَهُ أَلْفًا وَخمس مئة رَجُلٍ) ولعلَّه كان عند خروجهم إلى أُحُدٍ أو عند حفر الخندق، وبه جزم السَّفاقسيُّ أو بالحديبية لأنَّه اختُلِفَ في عددهم هل كانوا ألفًا وخمس مئةٍ أو ألفًا وأربع مئةٍ؟ وفيه مشروعيَّة كتابة الإمام النَّاس عند الحاجة إلى الدَّفع عن المسلمين (فَقُلْنَا: نَخَافُ) أي: هل نخاف (وَنَحْنُ أَلْفٌ وَخمس مئةٍ) زاد أبو معاوية عن الأعمش عند مسلمٍ: فقال: «إنَّكم لا تدرون لعلَّكم (٣) أن تُبتَلَوا» (فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا) بضمِّ التَّاء للمتكلِّم، أي: لقد رأيت أنفسنا (ابْتُلِينَا) بضمِّ التَّاء مبنيًّا للمفعول، بعد رسول الله (حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَهُ وَهْوَ خَائِفٌ) أي: مع كثرة المسلمين، ولعلَّه أشار إلى ما وقع في خلافة عثمان من ولاية بعض أمراء الكوفة، كالوليد بن عقبة حيث كان يؤخِّر الصَّلاة أو لا يقيمها على وجهها، فكان بعض الورعين يصلِّي وحده سرًّا، ثمَّ يصلِّي معه خشية الفتنة.

وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ) هو لقب عبد الله بن عثمان بن جبلة (عَنْ أَبِي حَمْزَةَ) بالحاء المهملة والزَّاي، محمَّد بن ميمون اليشكريِّ (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان بن مهران، أي (٤): عن أبي وائلٍ عن حذيفة الحديث، وفيه: (فَوَجَدْنَاهُمْ خمس مئةٍ) فلم يذكر أبو حمزة الأَلْفَ الَّتي ذكرها سفيان (قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ) بن خازم -بالخاء المعجمة- ممَّا وصله مسلمٌ وأحمد والنَّسائيُّ وابن ماجه: (مَا بَيْنَ ستِّ مئةٍ إِلَى سبع مئةٍ) وزيادة الثِّقة الحافظ مقدَّمةٌ؛ ولذا قدَّم المؤلِّف رواية الثَّوريِّ، وأبو معاوية وإن كان أحفظ أصحاب الأعمش بخصوصه، فالثَّوريُّ أحفظهم مطلقًا، وقد قيل في الجمع: بأنَّ


(١) في (د): «رسول الله».
(٢) «وفتح»: مثبتٌ من (م).
(٣) في غير (د): «لعلَّ».
(٤) «أي»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>