للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسماء المسمَّيات، أراد التَّقصِّي واحدًا فواحدًا (١) حتَّى يستغرق المسمَّيات كلَّها (أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا) -بفتح الغين- من الكرب والعرق؟ (فَيَقُولُ) آدم : (رَبِّي غَضِبَ) اليوم (غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ) والمراد من الغضب لازمُه، وهو إرادة إيصال الشَّرِّ إلى المغضوب عليه. وقال النَّوويُّ: المراد: ما يظهره تعالى من انتقامه فيمن عصاه، وما يشاهده أهل الجمع من الأهوال الَّتي لم تكن ولا يكون مثلها، ولا ريب أنَّه لم يتقدَّم قبل ذلك اليوم مثله، ولا يكون بعده مثله (وَنَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ) أي: عن أكلها (فَعَصَيْتُهُ) ولأبي ذرٍّ: «فعصيت (٢)» بحذف الضَّمير (نَفْسِي نَفْسِي) مرَّتين، أي: نفسي هي الَّتي تستحقُّ أن يشفع لها، لأنَّ المبتدأ والخبر إذا كانا متَّحدين فالمراد بعض لوازمه، أو قوله: «نفسي» مبتدأٌ والخبر محذوفٌ، وعند سعيد بن منصورٍ من رواية ثابتٍ: «إنِّي أخطأت وأنا في الفردوس، فإنْ يغفر لي اليوم فحسبي» (اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ) بيانٌ لقوله: «اذهبوا إلى غيري» (فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ) له: (يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ) استشكلت الأوَّليَّة هنا: بأنَّ آدم نبيٌّ مُرسَلٌ، وكذا شيثٌ وإدريس، وهم قبل نوح، وأُجيب بأنَّ الأوَّليَّة مُقيَّدةٌ بقوله: «إلى أهل الأرض» لأنَّ آدم ومن بعده لم يُرسَلوا إلى أهل الأرض، واستُشكِل بقوله في حديث جابرٍ [خ¦٣٣٥]: «أُعِطيت خمسًا». وفيه: «وكان النَّبيُّ (٣) يُبعَث إلى قومه خاصَّةً وبُعثِت إلى النَّاس كافَّةً» وأُجيب بأنَّ بعثة نوحٍ إلى أهل الأرض باعتبار الواقع، لصدق أنَّهم قومه، بخلاف عموم بعثة (٤) نبيِّنا لقومه ولغير قومه، ويأتي -إن شاء الله تعالى- مزيدٌ لذلك في محالِّه بعون الله وقوَّته (وَسَمَّاكَ اللهُ) في سورة الإسراء (عَبْدًا شَكُورًا) تحمد الله تعالى على مجامع حالاته (أَمَا) بتخفيف الميم، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: «ألا» (تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا؟) بفتح الغين (أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ) حتَّى يريحنا من مكاننا؟ (فَيَقُولُ) نوحٌ : (رَبِّي غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي) مرَّتين (ائْتُوا النَّبِيَّ) محمَّدًا ، المعروف: أنَّ نوحًا يدلُّهم على إبراهيم، وإبراهيم على موسى،


(١) في (م): «واحدًا».
(٢) «فعصيتُ»: ليس في (ص).
(٣) زيد في (د): «».
(٤) في (د): «بعث».

<<  <  ج: ص:  >  >>