للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان ذلك قبل تحريم الذَّهب (مُمْتَلِئٍ) صفةٌ لـ «طستٍ»، وذُكِّر على معنى «الإناء» (حِكْمَةً وَإِيمَانًا) بنصبهما على التَّمييز، تمثيلٌ لينكشف بالمحسوس ما هو معقولٌ، وتمثيل المعاني جائزٌ، كما أنَّ سورة البقرة تجيء يوم القيامة كأنَّها ظلَّةٌ، ولابن عساكر: «الحكمة والإيمان» (فَأَفْرَغَهَا) أي: الطَّست، والمراد: ما فيها (فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ) وختم عليه حتَّى لا يجد العدوُّ إليه سبيلًا (ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي) جبريلُ (فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ) الدُّنيا: (افْتَحْ) بابها (قَالَ) الخازن: (مَنْ هَذَا) الَّذي قال: افتح؟ (قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ) ولم يقل: أنا، لأنَّ قائلها يقع في العناء، وسقط لفظ «هذا» لأبي ذرٍّ (قَالَ: مَعَكَ) ولابن عساكر: «قال: ما معك» (أَحَدٌ؟ قَالَ): نعم (مَعِيَ مُحَمَّدٌ) (قَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ) ليُعرَج به؟ (قَالَ: نَعَمْ) أُرسِل إليه (فَافْتَحْ. فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ) زاد أبو ذرٍّ: «الدُّنيا» وهي صفةٌ لـ «السَّماء» والظَّاهر: أنَّه كان معهما غيرهما من الملائكة (إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ) أشخاصٌ (وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ) أشخاصٌ أيضًا (فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ) أي: جهة (يَمِينِهِ ضَحِكَ) سرورًا (وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى) حزنًا (فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ) أي: أصبت رحبًا لا ضيقًا أيُّها النَّبيُّ التَّامُّ في نبوَّته، والابن البارُّ في بنوَّته (قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ) الَّتي (عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ (١) شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ) بفتح النُّون والسِّين المهملة (٢)، أي: أرواحهم (فَأَهْلُ اليَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الجَنَّةِ) والجنَّة فوق السَّماء السَّابعة


(١) «عن»: سقط من (ص) و (م).
(٢) «والسِّين المهملة»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>