للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المفرط في الطُّول» وفي «كتاب الأمم» لابن عبد البرِّ: أنَّ مقدار الرُّبع العامر من الدُّنيا مئةٌ وعشرون سنةً، وأنَّ تسعين منها ليأجوج ومأجوج، وهم أربعون أمَّةً مختلفون في الخَلْق (١) والقدود، في كلِّ أمَّةٍ ملكٌ ولغةٌ، ومنهم من لا يتكلَّم إلَّا همهمةً. وذكر الباجي عن عبد الرَّحمن بن ثابتٍ: أنَّ الأرض خمس مئة عامٍ، منها ثلاث مئة بحور، ومئة وتسعون ليأجوج ومأجوج، وسبعٌ للحبشة، وثلاثٌ لسائر النَّاس، كذا رأيته، والعهدة فيه على ناقله (٢)، وقد قال الحافظ ابن كثيرٍ: ذكر ابن جريرٍ هنا عن وهب بن منبِّهٍ أثرًا فيه ذكر ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، فيه طولٌ وغرابةٌ ونكارةٌ في أشكالهم وصفاتهم وطولهم (٣) وقصر بعضهم وآذانهم، وكذا روى ابن أبي حاتمٍ في ذلك أحاديث (٤) لا تصحُّ أسانيدها، وقد قال كعبٌ -فيما ذكره محيي السُّنَّة-: إنَّ آدم احتلم ذات يومٍ، فامتزجت نطفته بالتُّراب، فخلق الله من ذلك الماء يأجوج ومأجوج، فهم يتَّصلون بنا من جهة الأب دون الأمِّ، وحكاه النَّوويُّ في «شرح مسلمٍ». قال ابن كثيرٍ: وهذا القول غريبٌ جدًّا، ثمَّ لا دليل عليه لا من عقلٍ ولا من نقلٍ، ولا يجوز الاعتماد ههنا على ما يحكيه بعض أهل الكتاب، لِمَا عندهم من الأحاديث المفتعلة، والله أعلم.

(وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى) بالجرِّ عطفًا على المجرور السَّابق: (﴿قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ﴾) وفي مصحف ابن مسعودٍ: (قال الَّذين من دونهم يا ذا القرنين (٥)) (﴿إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ [الكهف: ٩٤])


(١) في (ب) و (س): «مختلفو الخلق»، وفي (ل): «مختلفون الخلق».
(٢) في (ب): «ناقليه».
(٣) في (د): «وطول».
(٤) «أحاديث»: ليس في (د).
(٥) «يا ذا القرنين»: ليس في (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>