للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ النَّبِيِّ ) أنَّه (قَالَ: إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ) عند الخروج من القبور حال كونكم (حُفَاةً) بضمِّ الحاء المهملة وتخفيف الفاء، جمع حافٍ، أي: بلا خفٍّ ولا نعلٍ (عُرَاةً) أي: لا ثياب عليهم جميعهم، أو بعضهم يُحشَر عاريًا، وبعضهم كاسيًا، لحديث أبي (١) سعيدٍ عند أبي داود وصحَّحه ابن حبَّان مرفوعًا: «إنَّ الميت يُبعَث في ثيابه الَّتي يموت فيها» (غُرْلًا) بضمِّ الغين المعجمة وإسكان الرَّاء، أي (٢): غير مختونين، والغرلة: ما يقطعه الخاتن وهي القلفة (ثُمَّ قَرَأَ: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ﴾ [الأنبياء: ١٠٤]) أي: نوجده بعينه بعد إعدامه مرَّةً أخرى، أو نعيد تركيب أجزائه بعد تفريقها (٣) من غير إعدامٍ، والأوَّل أوجه لأنَّه تعالى شبَّه الإعادة بالابتداء، والابتداء ليس عبارةً عن تركيب الأجزاء المتفرِّقة، بل عن الوجود بعد العدم، فوجب أن تكون الإعادة كذلك (﴿وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٤]) الإعادة والبعث. وقوله: ﴿وَعْدًا﴾ نُصِبَ على المصدر المُؤكِّد لمضمون الجملة المتقدِّمة، فناصبه مضمَرٌ، أي: وَعَدْنا ذلك وعدًا، قال ابن عبد البرِّ: يُحشَر الآدميُّ عاريًا، ولكلٍّ من الأعضاء ما كان له يوم وُلِد، فمن قُطِع منه شيءٌ يُرَدُّ إليه حتَّى الأقلف، وقال أبو الوفاء بن عَقِيلٍ: حشفة الأقلف موقَّاةٌ بالقلفة فتكون أرقَّ، فلمَّا أزالوا تلك القطعة (٤) في الدُّنيا أعادها الله تعالى، ليذيقها من حلاوة فضله. وفي «شرح المشكاة»: فإن قلت: سياق الآية في إثبات الحشر والنَّشر، لأنَّ المعنى: نُوجِدكم عن (٥) العدم كما أوجدناكم أوَّلًا عن العدم، فكيف يستشهد بها للمعنى المذكور، أي (٦):


(١) «أبي»: سقط من غير (د).
(٢) «أي»: ليس في (د).
(٣) في (د): «تفرُّقها»، وفي (ص) و (ل): «تفرقتها».
(٤) في (د): «القلفة».
(٥) في (م): «من».
(٦) «أي»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>