للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ي يُنسَبون إليها ويتفاخرون بها (تَسْأَلُونَ؟) ولأبي ذرٍّ: «تسألونني» بنونين فتحتيَّةٍ، ولابن عساكر: «تسألوني» بإسقاط النُّون، وإنَّما جُعِلت معادن لِمَا فيها من الاستعدادات المتفاوتة، فمنها قابلةٌ لفيض الله تعالى على مراتب المعادن، ومنها غير قابلةٍ لها (خِيَارُهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلَامِ) جملةٌ مبيَّنةٌ بُعْد التَّفاوت الحاصل بعد فيض الله تعالى عليها (١) من العلم والحكمة، قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: ٢٦٩] شبَّههم بالمعادن في كونها أوعيةً للجواهر النَّفيسة المعنيُّ بها في الإنسان، كونه أوعية العلوم والحكمة (٢)، فالتَّفاوت في الجاهليَّة بحسب الأنساب وشرف الآباء وكرم الأصل، وفي الإسلام بحسب العلم والحكمة، فالشَّرف الأوَّل موروثٌ، والثَّاني مُكتَسبٌ، قاله الطِّيبيُّ، و «خيارهم»: يحتمل أن يكون جمع خيرٍ، وأن يكون «أفعل» التَّفضيل، تقول في الواحد: خيرٌ وأخير (إِذَا فَقُهُوا) بضمِّ القاف، من فَقُه يفقه إذا صار فقيهًا، كـ «ظَرُف»، ولأبي ذرٍّ: «إذا فقِهوا» بكسرها من (٣) يفقَه -بالفتح- بمعنى: فهم، فهو متعدٍّ، والمضموم القاف لازمٌ. قال أبو البقاء: وهو الجيِّد هنا، ثمَّ القسمة -كما في «الفتح» - رباعيَّةٌ، فإنَّ الأفضل مَنْ جمع بين الشَّرف في الجاهليَّة والشَّرف في الإسلام، ثمَّ أرفعهم مرتبةً من أضاف إلى ذلك التَّفقُّه في الدِّين، ويقابل (٤) ذلك من كان مشروفًا في الجاهليَّة واستمرَّ مشروفًا في الإسلام، فهذا أدنى المراتب. والثَّالث: من شَرُف في الإسلام وفَقُه ولم يكن شريفًا في الجاهليَّة، ودونه من كان كذلك لكنَّه لم يتفقَّه، والرَّابع: من كان شريفًا في الجاهليَّة ثمَّ صار مشروفًا في الإسلام، فهذا دون الَّذي


(١) «عليها»: ليس في (د).
(٢) «والحكمة»: ليس في (ص).
(٣) «من»: مثبتٌ من (د) و (م).
(٤) في (د): «ومقابل».

<<  <  ج: ص:  >  >>