للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويُقال: خلَّى الرَّجل اللَّبن، إذا شرب غيره. وقال الكِرمانيُّ: أي (١): لا يعتمدهما (أَحَدٌ) ويداوم عليهما (بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ) لِمَا ينشأ عنهما من انحراف المزاج، إلَّا في مكَّة فإنَّهما يوافقانه، وهذا من جملة بركاتها وأثر دعاء الخليل . وفي حديث أبي جهمٍ: «ليس أحدٌ يخلو على اللَّحم والماء بغير مكَّة إلَّا اشتكى بطنه» وزاد في حديثه: «فقالت له: انزل -رحمك الله- فاطعم واشرب. قال: إنِّي لا أستطيع النُّزول. قالت: فإنِّي أراك شعثًا، أفلا أغسل رأسك وأدهنه؟ قال: بلى إن شئتِ، فجاءته بالمقام وهو يومئذٍ أبيض مثل المهاة، وكان (٢) في بيت إسماعيل ملقًى، فوضع قدمه اليمنى وقدَّم إليها شقَّ رأسه وهو على دابَّته، فغسلت شقَّ رأسه الأيمن، فلمَّا فرغ حوَّلت له المقام حتَّى وضع قَدَمه اليسرى وقدَّم إليها برأسه، فغسلت شق رأسه الأيسر، فالأثر الَّذي في المقام من ذلك ظاهرٌ فيه موضع العقب والإصبع» (قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ) ثمَّ مضى إبراهيم (فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ: هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ) خيرًا (فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَسَأَلَنِي: كَيْفَ عَيْشُنَا (٣) فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ) وسَعَةٍ (قَالَ: فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. هُو يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ) زاد أبو جهمٍ في حديثه: «فإنَّها صلاح المنزل» (قَالَ) إسماعيل لها: (ذَاكِ أَبِي) بكسر الكاف (وَأَنْتِ العَتَبَةُ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ) زاد أبو جهمٍ: «ولقد كنت عليَّ كريمةً، ولقد ازددت عليَّ كرامةً، فولدت لإسماعيل عشرة ذكورٍ» (ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ) إبراهيم (مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ) إليهم (بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي) بفتح التَّحتيَّة وسكون الموحَّدة وكسر الرَّاء من غير همزٍ (نَبْلًا لَهُ) بفتح النُّون وسكون الموحَّدة، أي: سهمًا قبل أن يُركَّب فيه (٤) نصله وريشه، وهو السَّهم العربيُّ (تَحْتَ دَوْحَةٍ) بفتح الدَّال والحاء المهملتين بينهما واوٌ ساكنةٌ، شجرةٍ، وهي الَّتي نزل (٥) إسماعيل وأمُّه تحتها أوَّل ما قدما مكَّة -كما مرَّ- (قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ) إسماعيل (قَامَ إِلَيْهِ، فَصَنَعَ (٦) كَمَا يَصْنَعُ الوَالِدُ بِالوَلَدِ


(١) «أي»: ليس في (د).
(٢) زيد في (د): «يومئذ»، وهو تكرار.
(٣) قوله: «فأخبرته … عيشنا» سقط من (م).
(٤) «فيه»: ليس في (م).
(٥) زيد في (م): «إليها».
(٦) في (د): «فصنعا»، وكذا في «اليونينيَّة».

<<  <  ج: ص:  >  >>