من جنس الخصومة، لمَّا داخل سارة من الغيرة بسبب ولادة هاجر إسماعيل (خَرَجَ) إبراهيم (بِإِسْمَاعِيلَ وَأُمِّ إِسْمَاعِيلَ) إلى مكَّة (وَمَعَهُمْ شَنَّةٌ) بفتح الشِّين المعجمة والنُّون المشدَّدة، قربةٌ يابسةٌ (فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ) هاجر (تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ، فَيَدِرُّ لَبَنُهَا) بفتح الياء وكسر الدَّال المهملة (عَلَى صَبِيِّهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَوَضَعَهَا) هي وإسماعيل (تَحْتَ دَوْحَةٍ) شجرةٍ، زاد في الرِّواية السَّابقة [خ¦٣٣٦٤]: «فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكَّة يومئذٍ أحدٌ وليس بها ماءٌ» (ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى أَهْلِهِ، فَاتَّبَعَتْهُ) بتشديد الفوقيَّة (أُمُّ إِسْمَاعِيلَ) ومعها إسماعيل (حَتَّى لَمَّا بَلَغُوا كَدَاءً) بفتح الكاف والدَّال المهملة ممدودًا: أعلى مكَّة، ولأبي ذَرٍّ وابن عساكر: «كُدًى» بضمِّ الكاف وتنوين الدَّال مفتوحةً، من غير همزٍ، والَّذي في «اليونينيَّة»: «كُدى» من غير تنوينٍ (نَادَتْهُ) هاجر (مِنْ وَرَائِهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَنْ تَتْرُكُنَا؟ قَالَ: إِلَى اللهِ) ﷿ (قَالَتْ: رَضِيتُ بِاللهِ. قَالَ: فَرَجَعَتْ) إلى موضعها الأوَّل (فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ، وَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا) (١) إسماعيل (حَتَّى لَمَّا فَنِيَ المَاءُ) وانقطع لبنها (قَالَتْ: لَو ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا) أي: أشعر به، أو أراه (قَالَ: فَذَهَبَتْ) ولأبي ذرٍّ: إسقاط لفظ «قال» (فَصَعِدَتِ الصَّفَا) بكسر العين (فَنَظَرَتْ وَنَظَرَتْ، هَلْ تُحِسُّ أَحَدًا؟ فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا) فهبطت من الصَّفا (فَلَمَّا بَلَغَتِ الوَادِيَ سَعَتْ) سعي الإنسان المجهود حتَّى جاوزت الوادي (وَأَتَتِ) بالواو، ولأبي ذَرٍّ: «أتت» (المَرْوَةَ) فقامت عليها ونظرت هل تحسُّ أحدًا؟ فلم تحسَّ أحدًا (فَفَعَلَتْ) ولأبي ذَرٍّ: «وفعلت» (ذَلِكَ أَشْوَاطًا) سبعةً (ثُمَّ قَالَتْ: لَو ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ مَا فَعَلَ -تَعْنِي: الصَّبِيَّ-) إسماعيل (فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ) إليه (فَإِذَا هُو عَلَى حَالِهِ، كَأَنَّهُ يَنْشَغُ) بتحتيَّةٍ مفتوحةٍ فنونٍ ساكنةٍ فشينٍ مفتوحةٍ فغينٍ معجمتين، يشهق من صدره (لِلْمَوْتِ) من شدَّة ما يَرِدُ عليه
(١) زيد في (ب) و (س): «أي».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute