للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأَنْفَسَهم وأعجبهم حين شبَّ» (فَبَلَغَ ابْنُهَا) الفاء فصيحةٌ، أي: فأذنت فكان كذا فبلغ -كما مرَّ- (فَنَكَحَ فِيهِمُ امْرَأَةً) تُسمَّى عمارة بنت سعدٍ، أو غيرها -كما مرَّ قريبًا- (قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا) ظهر (لإِبْرَاهِيمَ) التَّوجُّه إليهما (فَقَالَ لأَهْلِهِ) سارة: (إِنِّي مُطَّلِعٌ) بضمِّ الميم وتشديد الطَّاء (تَرِكَتِي) أي: ما تركته بمكَّة -وهو إسماعيل وأمُّه- وعند الفاكهيِّ من وجهٍ آخر، عن ابن جريجٍ، عن رجلٍ، عن سعيد بن جُبيرٍ، عن ابن عبَّاسٍ: «أنَّ سارة داخلتها غَيْرةٌ، فقال لها إبراهيم: لا أنزل حتَّى أرجع إليك» (قَالَ: فَجَاءَ) بعدما تزوَّج إسماعيل فلم يَجِدْهُ (فَسَلَّمَ فَقَالَ) لامرأته: (أَيْنَ إِسْمَاعِيلُ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ) وفي رواية ابن جريجٍ: «وكان عيش إسماعيل الصَّيد، يخرج فيتصيَّد» وزاد المؤلِّف في الرِّواية السَّابقة [خ¦٣٣٦٤]: «ثمَّ سألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحن بِشَرٍّ، نحن في ضيقٍ وشدَّةٍ، فشكت إليه» (قَالَ) إبراهيم: (قُولِي لَهُ) لإسماعيل: (إِذَا جَاءَ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ) ولأبي ذرٍّ وابن عساكر: «بيتك» بدل «بابك» (فَلَمَّا جَاءَ) إسماعيل (أَخْبَرَتْهُ) بذلك (قَالَ) ولأبي ذرٍّ: «فقال»: (أَنْتِ ذَاكِ) المراد بالعتبة، أمرني بطلاقك (فَاذْهَبِي إِلَى أَهْلِكِ) زاد في الرِّواية السَّابقة [خ¦٣٣٦٤]: «فطلَّقها وتزوَّج منهم أخرى» (قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لإِبْرَاهِيمَ) التَّوجُّه إلى إسماعيل بمكَّة (فَقَالَ لأَهْلِهِ) زوجته: (إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي، قَالَ: فَجَاءَ) منزل إسماعيل (فَقَالَ: أَيْنَ إِسْمَاعِيلُ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ، فَقَالَتْ: أَلَا) بالتَّخفيف (تَنْزِلُ فَتَطْعَمَ وَتَشْرَبَ؟ فَقَالَ) لها: (وَمَا طَعَامُكُمْ وَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالَتْ) له: (طَعَامُنَا اللَّحْمُ، وَشَرَابُنَا المَاءُ. قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو القَاسِمِ : بَرَكَةٌ) أي: في طعام مكَّة وشرابها بركةٌ، ففيه حذفٌ (بِدَعْوَةِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِما وَسَلَّم) بضمِّير التَّثنية، أي: نبيِّنا وإبراهيم، وثبتت التَّصلية لأبي ذَرٍّ (قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لإِبْرَاهِيمَ) التَّوجُّه لمكَّة (فَقَالَ لأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي، فَجَاءَ) لمكَّة (فَوَافَقَ إِسْمَاعِيلَ مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ، يُصْلِحُ نَبْلًا لَهُ) بفتح النُّون وسكون الموحَّدة، سهامًا عربيَّةً بغير نصلٍ ولا ريشٍ (فَقَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا) ههنا (قَالَ) إسماعيل: (أَطِعْ رَبَّكَ. قَالَ: إِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ. قَالَ) إسماعيل: (إِذَنْ أَفْعَلَ) نُصِب (أَو كَمَا قَالَ، قَالَ: فَقَامَا فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ يَبْنِي، وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الحِجَارَةَ، وَيَقُولَانِ: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٧] قَالَ: حَتَّى ارْتَفَعَ البِنَاءُ وَضَعُفَ الشَّيْخُ) إبراهيم (عَلَى) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيّ: «عن» (نَقْلِ الحِجَارَةِ، فَقَامَ عَلَى حَجَرِ المَقَامِ فَجَعَلَ) إسماعيل (يُنَاوِلُهُ الحِجَارَةَ،

<<  <  ج: ص:  >  >>