للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المهملتين بينهما جيمٌ ساكنةٌ، البَلَويُّ (١) حليف الأنصار، وعند الطَّبريِّ (٢): «وهو يطوف بالبيت» (فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي) بضمِّ الهمزة (لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ ؟ فَقُلْتُ) له: (بَلى، فَأَهْدِهَا لِي) بقطع الهمزة (فَقَالَ: سَأَلْنَا) بسكون اللَّام (رَسُولَ اللهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ الصَّلَاةُ) أي: كيف لفظ الصَّلاة (عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيتِ؟) بنصب «أهلَ» على الاختصاص (فَإِنَّ اللهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ) زاد الكُشْميهَنيُّ: «عليكم» يعني: في التَّشهُّد، وهو قول المصلِّي: السَّلام عليك أيُّها النَّبيُّ ورحمة الله وبركاته، والمعنى: علَّمنا الله كيفيَّة السَّلام عليك على لسانك وبواسطة بيانك (قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ) أي: يا الله (صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) والأمر للوجوب (اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ) ولغير أبي ذَرٍّ: «وعلى آل إبراهيم» (إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) والمرجَّح (٣): أنَّ المراد بـ «آل محمَّدٍ» هنا: من حَرُمت عليهم (٤) الصَّدقة، وقيل: أهل بيته، وقيل: أزواجه وذرِّيَّته، لأنَّ أكثر طرق الحديث جاء بلفظ: «آل محمَّدٍ» وفي حديث أبي حُميدٍ السَّابق موضعه [خ¦٣٣٦٩]: «وأزواجه وذرِّيَّته» فدلَّ على أنَّ المراد بالآل: الأزواجُ والذُّرِّيَّةُ. وتُعقِّب: بأنَّه ثبت الجمع بين الثَّلاثة كما في حديث أبي هريرة عند أبي داود، فلعلَّ بعض الرُّواة حفظ ما لم يحفظ غيره، والمراد بالآل في التَّشهُّد الأزواج ومن حَرُمت عليهم الصَّدقة، وتدخل فيهم الذُّرِّيَّة، فبذلك يُجمَع بين الأحاديث. وقد أطلق على أزواجه آل محمَّدٍ، كما في حديث عائشة [خ¦٥٤٢٣]: «ما شبع آل محمَّدٍ من خبزٍ مأدومٍ ثلاثة أيَّامٍ» وقيل: «الآل» ذرِّيَّة فاطمة خاصَّةً، حكاه النَّوويُّ في «المجموع»، وقيل: جميع قريشٍ، حكاه ابن الرِّفعة في «الكفاية»، وقيل: جميع أمَّة الإجابة، ورجَّحه النَّوويُّ في «شرح مسلمٍ»، وقيَّده القاضي حُسَينٌ بالأتقياء منهم.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الدَّعوات» [خ¦٦٣٥٧] و «التَّفسير» [خ¦٤٧٩٧]، ومسلمٌ في «الصَّلاة»، وكذا أبو داود والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ وابن ماجه.


(١) في (م): «البكريُّ»، وهو تحريفٌ.
(٢) في (م): «الطَّبرانيِّ»، والمثبت موافقٌ لِمَا في «الفتح» (١١/ ١٥٧).
(٣) في (م): «والرَّاجح».
(٤) في (د): «عليه».

<<  <  ج: ص:  >  >>