للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّفينة (فَلَمْ) وفي الفرع كأصله (١): «قال: فلم» (يَفْجَأْ مُوسَى) بعد أن صارت السَّفينة في لجَّة البحر (إِلَّا وَقَدْ قَلَعَ) الخضر (لَوْحًا) من السَّفينة (بِالقَدُّومِ) بفتح القاف وتشديد الدَّال في الفرع وأصله، وضبطه الصَّغانيُّ بالفتح والتَّخفيف (فَقَالَ لَهُ مُوسَى) منكرًا عليه بلسان الشَّرع: (مَا صَنَعْتَ؟!) هؤلاء (قَوْمٌ حَمَلُونَا) في سفينتهم (بِغَيْرِ نَوْلٍ) أي (٢): أجرةٍ (عَمَدْتَ) بفتح الميم (إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا) فإنَّ خَرْقها سببٌ لدخول الماء فيها المفضي إلى غرق أهلها، وقال: ﴿لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا﴾ ولم يقل: لتغرقنا. قال السَّفاقسيُّ: فنسي نفسه واشتغل بغيره في حالةٍ يقول فيها المرء: نفسي نفسي، واللَّام في «لتغرق» للعلَّة أو للصَّيرورة (﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾) عظيمًا (﴿قَالَ﴾) الخضر مذكِّرًا لموسى بما سبق من الشَّرط (﴿أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾) استفهامٌ على سبيل الإنكار (﴿قَالَ﴾) موسى للخضر: (﴿لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ﴾) يعني: وصيَّته بألَّا يعترض عليه، وهو اعتذارٌ بالنِّسيان، أو أراد بالنِّسيان التَّرك، أي: لا تؤاخذني بما تركت (﴿وَلَا تُرْهِقْنِي﴾) أي: لا تغشني (﴿مِنْ أَمْرِي عُسْرًا﴾ [الكهف: ٧١ - ٧٣]) مفعولٌ ثانٍ لـ «ترهق» (فَكَانَتِ الأُولَى) وفي «الكهف» [خ¦٤٧٢٥]: قال -أي أُبيٌّ- وقال رسول الله : «وكانت الأولى» (مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا، فَلَمَّا خَرَجَا) أي: موسى والخضر (مِنَ البَحْرِ مَرُّوا) موسى والخضر ويوشع (بِغُلَامٍ) وضيء الوجه، اسمه جَيْسُون بالجيم المفتوحة والتَّحتيَّة السَّاكنة والسِّين المهملة المضمومة وبعد الواو نونٌ (يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَأَخَذَ الخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَقَلَعَهُ بِيَدِهِ، هَكَذَا -وَأَوْمَأَ سُفْيَانُ) بن عيينة (بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ كأنَّه يَقْطِفُ) بها (شَيْئًا-). (فَقَالَ لَهُ مُوسَى) منكرًا عليه أشدَّ من الأولى: (﴿أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً﴾) بتشديد الياء من غير ألفٍ، وهي قراءة ابن عامرٍ والكوفيِّين، أي: طاهرةً من الذَّنوب، قاله لأنَّه لم يرها أذنبت، أو صغيرةً لم تبلغ الحلم (﴿بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾) متعلِّقٌ بـ «قتلت» (﴿لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا﴾) منكرًا (﴿قَالَ﴾) الخضر لموسى (﴿أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا. قَالَ﴾) موسى: (﴿إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا﴾)


(١) في (د ١) و (م): «وأصله».
(٢) «أي»: مثبتٌ من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>