للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ناظره وحاجَّه فغلبه بالحجَّة، يُقال: فقأ فلانٌ عين فلانٍ، إذا غلبه بالحجَّة، وضُعِّف هذا لقوله: «فردَّ الله عليه عينه» (قَالَ) له ربُّه: (ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ (١) عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ) بالمثنَّاة الفوقيَّة في الأولى، وبالمثلَّثة في الثَّانية، أي: على ظهر ثورٍ (فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُسْتملي: «بما غطَّى» (يَدُهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ سَنَةٌ. قَالَ) موسى: (أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا) يكون بعد هذه السِّنين؟ حياةٌ أو موتٌ؟ (قَالَ) الله ﷿: (ثُمَّ) يكون بعدها (المَوْتُ. قَالَ) موسى: (فَالآنَ) يكون الموت (قَالَ) أبو هريرة: (فَسَأَلَ اللهَ) ﷿ موسى (أَنْ يُدْنِيَهُ) يقرِّبه (مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ) ليُدفَن بها (٢) لشرفها (رَمْيَةً بِحَجَرٍ) أي: دنوًّا، لو رمى رامٍ بحجرٍ (٣) من ذلك الموضع الَّذي هو موضع قبره؛ لوصل إلى بيت المقدس، وكان موسى إذ ذاك بالتِّيه، وإنَّما سأل الإدناء ولم يسأل نفس بيت المقدس، لأنَّه خاف أن يشتهر قبره عندهم فيُفتَنوا به. قال ابن عبَّاسٍ: «لو علمت اليهود قبر موسى وهارون لاتَّخذوهما إلهين من دون الله» (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : لَوْ) ولأبي ذرٍّ: «فلو» (كُنْتُ ثَمَّ) أي: هناك (لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي (٤): «من» وهي الَّتي في الفرع لا غير (جَانِبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ) وللكُشميهنيِّ: «عند» (الكَثِيبِ الأَحْمَرِ) -بالمثلَّثة-: الرَّمل المجتمع، وليس نصًّا في الإعلام بتعيين قبره، وقد اشتُهر قبر بأريحاء عند كثيبٍ أحمر أنَّه قبر موسى. وأريحاء من الأرض المقدَّسة، وأمَّا ما يُرى عند قبره المقدَّس من أشباحٍ بالقبَّة المبنيَّة عليه مختلفة الهيئات والأفعال فالله أعلم بحقيقتها، لكن أخبرني شيخ الإسلام البرهان بن أبي شريفٍ: أنَّه إذا وقع هناك فعل ما لا يجوز تحصل ظلمةٌ واضطرابٌ، حتَّى يُزال ذلك فتنجلي، وقد رُوِي عن وهب بن منبِّهٍ: أنَّ الملائكة تولَّوا دفنه والصَّلاة عليه (قَالَ) أي: عبد الرَّزَّاق بن همَّامٍ موصولًا بالإسناد المذكور: (وَأَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابن راشدٍ (عَنْ هَمَّامٍ) هو ابن منبِّهٍ أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ


(١) في (م): «يديه».
(٢) في (م): «ليدفنه فيها».
(٣) في (د) و (م): «حجرًا».
(٤) زيد في غير (د): «والمُستملي».

<<  <  ج: ص:  >  >>