للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التَّحتيَّة وبفتح (١) الذَّال المعجمة، من باب علم يعلم، حال كونك (فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللهُ؟ فَقَالَ) له: (لَقَدْ وَرِثْتُ) هذا المال (لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: «كابرًا عن كابرٍ» بإسقاط اللَّام والنَّصب، أي: ورثته عن آبائي وأجدادي حال كون كلِّ واحدٍ منهم كبيرًا ورث عن كبيرٍ، فكذَب وجحد نعمة الله (فَقَالَ) له الملك: (إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا) في مقالتك هذه (فَصَيَّرَكَ اللهُ) ﷿ (إِلَى مَا كُنْتَ) من البرص والفقر، والجملة جواب الشَّرط، وأدخل الفاء في الفعل الماضي، لأنَّه دعاءٌ. فإن قلت: فلم عبَّر بالماضي؟ أُجيب لقصد المبالغة في الدُّعاء عليه، والشَّرط ليس على حقيقته، لأنَّ الملك لم يشكَّ في كذبه، بل هو مثل قول العامل إذا سوَّف في عمالته: إن كنتُ عملت فأعطني حقِّي.

(وَأَتَى) الملَك (الأَقْرَعَ) الَّذي كان مسح رأسه فذهب قرعه (فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ) الَّتي كان عليها أوَّلًا (فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا) الأبرص: رجلٌ مسكينٌ تقطَّعت بي الحبال في سفري … إلى آخره، وسأله بقرةً (فَرَدَّ عَلَيْهِ) بالفاء، ولأبي ذرٍّ: «وردَّ» وليست هذه في الفرع، أي: فردَّ الرَّجل الأقرع على الملَك (مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا) الأبرص، فقال: إنَّ الحقوق كثيرةٌ … إلى


(١) «وبفتح»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>