للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواية سالمٍ عن أبيه في «باب من استأجر أجيرًا» من «البيوع» [خ¦٢٢٧٢]: «فامتنعت منِّي حتَّى ألمَّت بها سنةٌ -أي: سَنة قحطٍ- فجاءتني فأعطيتها عشرين ومئة دينارٍ» وجُمِع بينه وبين رواية الباب: بأنَّها امتنعت أوَّلًا عفَّةً عنه ودافعته بطلب المال، فلمَّا احتاجت أجابت، وأمَّا قوله: «فأعطيتها عشرين ومئة دينارٍ» فيحتمل أنَّها طلبت منه المئة وزادها هو من قِبل نفسه العشرين (فَطَلَبْتُهَا) أي: المئة دينارٍ (حَتَّى قَدَرْتُ) عليها (فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا (١)) وفي حديث النُّعمان: «أنَّها تردَّدت إليه ثلاث مرَّاتٍ تطلب شيئًا من معروفه، ويأبى عليها إلَّا أن تمكِّنه من نفسها، فأجابت في الثَّالثة بعد أن استأذنت زوجها، فأذن لها وقال لها: أغني عيالك. قال: فرجعت فناشَدَتْني بالله» (فَأَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا) أي: جلست منها مجلس الرَّجل من امرأته لأطأها (قَالَتِ) كذا في الفرع، والَّذي في أصله: «فقالت»: (اتَّقِ اللهَ، وَلَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ) بفتح التَّاء وضمِّ الفاء وتشديد الضَّاد المعجمة، أي: لا تكسره، وكَنَّتْ عن عذرتها بالخاتم، وكأنَّها كانت بكرًا فقالت: (٢) لا تُزِلْ بكارتي إلَّا بتزويجٍ صحيحٍ، لكنَّ في حديث النُّعمان بن بشيرٍ ما يدلُّ على أنَّها لم تكن بكرًا، فتكون كنَّت عن الإفضاء بالكسر، وعن الفرج بالخاتم، وفي حديث عليٍّ: «فقالت: أذكِّرك الله أن تركب منِّي ما حرَّم الله عليك» وفي حديث النُّعمان: «فأسلمت إليَّ نفسها، فلمَّا كشفتها ارتعدت من تحتي، فقلت: ما لكِ؟ قالت: (٣) أخاف الله ربِّ العالمين، فقلت: خفتيه في الشِّدَّة ولم أَخَفْه في الرَّخاء» وفي حديث ابن أبي أوفى عند الطَّبرانيِّ: «فلمَّا جلست منها مجلس الرَّجل من المرأة ذكرتُ النَّار» (فَقُمْتُ) عنها من غير فعلٍ (وَتَرَكْتُ المِئَةَ دِينَارٍ) ولأبي ذرٍّ: «وتركت المئة الدِّينار» (فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ) أنَّ عملي مقبولٌ و (أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا) ما نحن فيه (فَفَرَّجَ اللهُ عَنْهُمْ، فَخَرَجُوا) من الغار يمشون. فإن قلت: أيُّ الثَّلاثة أفضل؟ أُجيب صاحب المرأة لأنَّه اجتمع فيه الخشية، وقد قال الله (٤) تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: ٤٠ - ٤١] قال الغزاليُّ: شهوة الفرج أغلب الشَّهوات على الإنسان، وأعصاها عند الهيجان


(١) «إليها»: سقط من (د).
(٢) زيد في (ص): «أي».
(٣) زيد في (م): «إنِّي».
(٤) اسم الجلالة: مثبتٌ من (ص) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>