للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنبياء من أوَّلهم إلى آخرهم على استحسانه (١): (إِذَا لَمْ تَسْتَحِ) بكسر الحاء في الفرع وأصله، اسم «إنَّ»، وخبرها «من» في «ممَّا» على تأويل أنَّ هذا القول حاصلٌ ممَّا أدرك النَّاس (٢)، ويجوز أن يكون فاعل «أدرك» ضميرًا عائدًا على «ما» و «النَّاس» مفعوله، وعليه كلام القاضي، أي: ممَّا بلغ النَّاس من كلام الأنبياء المتقدِّمين أنَّ الحياء هو المانع من اقتراف القبائح والاشتغال بمنهيَّات الشَّرع ومستهجنات الفعل، وقوله: «إذا لم تستحِ» الجملة الشَّرطيَّة اسم «إنَّ» على الحكاية، قاله الطِّيبيُّ (فَافْعَلْ مَا شِئْتَ) أمرٌ بمعنى الخبر، أو أمر تهديدٍ، أي: اصنع (٣) ما شئتَ فإنَّ الله مجزيك (٤)، أو معناه: انظر إلى (٥) ما تريد أن تفعله، فإن كان ممَّا لا يُستَحى منه فافعله، وإن كان ممَّا يُستَحى منه فدعه، أو أنَّك إذا لم تستح من الله بأنَّ ذلك الشَّيء ممَّا يجب ألَّا يُستَحى منه بحسب الدِّين فافعل، ولا تُبالِ بالخلق، قاله الكِرمانيُّ، ونقله الطِّيبيُّ عن «شرح السُّنَّة».

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الأدب» [خ¦٦١٢٠]، وكذا أبو داود، وأخرجه ابن ماجه في «الزُّهد».


(١) في (د) و (م): «استحبابه».
(٢) «النَّاس»: ليس في (د).
(٣) في (ص): «افعل».
(٤) في (ب) و (س): «يجزيك».
(٥) «إلى»: مثبتٌ من (ص) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>