للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فالأصل في رواية من روى: «بيد كلُّ أمَّةٍ»: بيد أنَّ كلَّ أمَّةٍ، فحُذِف «أن» وبطل عملها، وأُضيف «بيد» إلى المبتدأ والخبر اللذَين كانا معمولَي «أنَّ»، ونحوه في حذف «أنَّ» واستعمال ما بعدها على المبتدأ (١) والخبر قولُ الزُّبير :

فلولا بنوها حولها لخطبتها .........................

وجاز حذف «أنَّ» المشدَّدة قياسًا على (٢) المخفَّفة في نحو (٣) قوله تعالى: ﴿يُرِيكُمُ الْبَرْقَ﴾ أي: أن يريكم، لأنَّهما أختان في المصدريَّة. وقال الطِّيبيُّ: هذا الاستثناء من باب تأكيد المدح بما يشبه الذَّمَّ، قال النَّابغة:

فتًى كملت أخلاقُه غيرَ أنَّه … جوادٌ فما يبقي منَ المالِ باقيا

قال: والبيت يجري في الاستثناء على المنقطع لا المتَّصل بالادِّعاء، كما في قوله:

ولا عيبَ فيهم غير أنَّ سيوفَهم … بهنَّ فلولٌ من قراعِ الكتائبِ

يعني: إذا كان فلول السَّيف من القراع (٤) عيبًا فلهم هذا العيب، ولكن هو من أخصِّ صفة الشَّجاعة. وعلى هذا معنى الحديث، وتقريره (٥): نحن السَّابقون يوم القيامة بما لنا من الفضل غير أنَّ كلَّ أمَّةٍ (أُوتُوا الكِتَابَ) بالتَّعريف للجنس (مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَا) القرآن (مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا)


(١) في (م): «الابتداء».
(٢) زيد في (م): «حذف «أنَّ»».
(٣) «نحو»: ليس في (د).
(٤) «من القراع»: ليس في (د).
(٥) في (م): «وتقديره».

<<  <  ج: ص:  >  >>