للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يوم فتح مكَّة على ناقته القصواء يستلم الأركان بمِحْجنٍ في يده، فما وجد لها مُناخًا في المسجد حتى نزل على أيدي الرِّجال، فخُرِجَ بها إلى بطن المسيل، فأُنيخت، ثم إنَّ رسول خطبهم على راحلته، فحَمِد الله وأثنى عليه بما هو أهلُه، ثمَّ قال: «يا أيُّها النَّاس؛ قد أذهب الله عنكم عُِبِّيَّةَ الجاهليَّة وتعظيمها بآبائها، فالنَّاس رجلان؛ رجل تقيٌّ كريمٌ على الله، و (١) فاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ على الله، إنَّ الله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: ١٣] ثم قال (٢): أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم». رواه ابن أبي حاتمٍ، وسقط لأبي ذرٍّ «﴿وَجَعَلْنَاكُمْ﴾ … » إلى آخره، وقال بعد: ﴿وَأُنثَى﴾: «الآية».

(وَقَوْلُهُ) ﷿: (﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ﴾) أي: يسأل بعضكم بعضًا، فيقول: أسألك بالله (﴿وَالأَرْحَامَ﴾) بالنصب عطفًا (٣) على لفظ الجلالة، أي: واتقوا الأرحامَ لا تقطعوها، وقيل: إنَّه من عطف الخاصِّ على العامِّ، لأنَّ معنى ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ﴾: اتَّقوا مخالفتَه، وقطعُ الأرحام (٤) مندرج في ذلك، وقرأ حمزة بالخفض عطفًا على الضمير المجرور في ﴿بِهِ﴾ من غير إعادة الجارِّ، وهذا لا يُجيزه البصريُّون، وفيه مباحثُ ذكرتُها في مجموعي في القراءات الأربعة عشر، و ﴿الأَرْحَامَ﴾: جمع رحم، وذوو (٥) الرحم: الأقاربُ، يُطلَق على كلِّ مَن جمع (٦) بينه وبين الآخر نسبٌ (﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ


(١) في غير (د) و (م): «والآخر».
(٢) «قال»: مثبتٌ من (د) و (م).
(٣) في (د): «عطفٌ».
(٤) زيد في (د) و (م): «منه».
(٥) «ذوو»: ليس في (ب)، وفي غير (د): «ذو».
(٦) في (د): «يجمع».

<<  <  ج: ص:  >  >>