للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والدال المهملة بينهما نونٌ ساكنةٌ وآخره فاء، غيرُ مصروفٍ، لأنَّها أمُّ القبيلة، وهي ليلى بنت حُلْوان بن عِمران بن إلحاف بن قُضاعة، ولُقِّبتْ بخِنْدِف، لأنَّ زوجَها إلياسَ بنَ مُضَرَ والدَ قمعة لمَّا مات حَزِنتْ عليه حُزنًا شديدًا، بحيث هجرتْ أهلَها ودارَها وساحتْ في الأرضِ حتى ماتتْ، فكان مَنْ رأى أولادَها الصغار يقول: مَن هؤلاء؟ فيقال: بنو خِنْدِف، إشارةً إلى أنَّها ضيَّعتْهم، واشتهر بنوها بالنسب إليها دونَ أبيهم، قال قائلُهم:

أُمَّهتِي (١) خِنْدِفُ واليَاسُ أَبِي … ......................

وخبرُ المبتدأ هو قولُه: (أَبُو خُزَاعَةَ) بضمِّ الخاء وفتح الزاي المخفَّفة وبالمهملة، وهو (٢) يُؤيِّدُ قولَ مَن قال: إنَّ خُزاعةَ مِن مُضَر، وقال الرُّشاطيُّ: خُزاعةُ هو عَمرُو بنُ ربيعةَ، وربيعة هذا هو لُحيُّ بنُ حارثةَ بنِ عَمرِو مزيقيا بنِ عامرِ بنِ ماءِ السماءِ بنِ الغطريفِ بنِ امرئِ القيسِ بنِ ثعلبةَ بنِ مازنِ بنِ الأزدِ، وهذا مذهب من يرى أنَّ خزاعةَ مِنَ اليمنِ، وجمعَ بعضُهم بين القولين، فزعم أنَّ حارثةَ بنَ عمرٍو لمَّا ماتَ قَمْعَةُ ابنُ خِنْدِف كانتِ امرأتُه حاملًا بلُحيٍّ، فولدتْه وهي (٣) عندَ حارثةَ، فتبنَّاه فنُسبَ إليه، فعلى هذا هو مِنْ مُضَرَ بالولادة ومِنَ (٤) اليمنِ بالتبنِّي، وقال ابنُ الكلبيِّ في سبب تسميته خُزاعةَ: إن (٥) أهلَ سبأَ (٦) لمَّا تفرَّقوا بسبب سيل العَرِم نزلَ بنو مازنٍ على ماءٍ يُقال له: غسَّان، فمَن أقامَ به فهو غسَّانيٌّ، وانخزعتْ منهم بنو عَمرِو بنِ لُحيٍّ عن قومِهِم، فنزلوا مكَّةَ وما حولَها، فسُمُّوا خُزاعةَ، وتفرَّقَ (٧) سائرُ الأزدِ، وفي ذلك يقولُ حسَّانُ:

ولمَّا نزلْنا بطنَ مُرٍّ تَخَزَّعَتْ … خُزاعةُ منَّا في جُموعٍ كَرَاكِْرِ

وهذا الحديث من أفراد البخاريِّ.


(١) في (م) و (ب): «أمي».
(٢) في غير (د): «وهذا».
(٣) «وهي»: ليست في (ص) و (م).
(٤) في (ص): «من» بغير واو.
(٥) في (ص): «من».
(٦) في (د): «اليمن»، وفي نسخة كالمثبت.
(٧) في (س): «وتفرَّقت».

<<  <  ج: ص:  >  >>