بعنفقته الكريمة، فيَحتملُ أن يكون الزائد على ذلك في صُدغيه كما في حديث البراء، لكن في حديث أنسٍ من طريق حميد قال:«لم يبلغ ما في لحيته من الشيب عشرين شعرةً». قال حميد:«وأومأ إلى عنفقته سبع عشرة» رواه ابن سعد بإسنادٍ صحيحٍ، وعنده أيضًا بإسنادٍ صحيحٍ عن أنسٍ من طريق ثابت: «ما كان في رأس النبيِّ ﷺ ولحيته إلَّا سبعَ عشرةَ (١) أو ثماني عشرة» (قَالَ رَبِيعَةُ) بنُ أبي عبد الرحمن بالسند المذكور: (فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ)ﷺ(فَإِذَا هُو أَحْمَرُ، فَسَأَلْتُ): هل خَضَبَ ﵊؟ (فَقِيلَ) لي: إنَّما (احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ) قيل: المسؤولُ المجيبُ بذلك أنسُ بنُ مالكٍ ﵁، واستُدلَّ له: بأنَّ عمرَ بن عبد العزيز قال لأنسٍ: هل خَضَبَ النبيُّ ﷺ فإنِّي رأيتُ شعرًا مِن شَعَرِه قد لُوِّن؟ فقال: إنَّما هذا الذي لُوِّن من الطيب الذي كان يُطيِّبُ به شعَره، فهو الذي غيَّرَ لونه، فيَحتملُ أن يكون ربيعةُ سألَ أنسًا عن ذلك فأجابه، قاله الحافظ ابن حَجَرٍ وتبعه العينيُّ، فليُتأمَّل.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «اللِّباس»[خ¦٥٩٠٠]، ومسلمٌ في «فضائل النبيِّ ﷺ»، والتِّرمذيُّ في «المناقب»، والنَّسائيُّ في «الزِّينة».