للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الميم، وفي نسخة الناصريَّة: بفتح الميم مخففة الصاد، مدينةٌ بناها أبو جعفرٍ المنصور على نهر جيحان، قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج (عَنِ الحَكَمِ) بفتحتين، ابنِ عُتَيبة، بضمِّ العين المهملة وفتح الفوقيَّة وسكون التحتيَّة بعدَها موحَّدة، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ) بضمِّ الجيم وفتح الحاء المهملة وبعد التحتية الساكنة فاء، وهبَ بنَ عبدِ الله السُّوائيَّ (قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ) من قُبَّةٍ حمراءَ مِن أَدَم بالأَبطَح من مكَّةَ (بِالهَاجِرَةِ) في (١) وسَط النهار عند شِدَّة الحَرِّ (إِلَى البَطْحَاءِ) المسيل الواسع الذي فيه دُِقاقُ الحَصَى (فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ) قصرًا للسفر (وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ) بفَتَحَاتٍ أقصَرُ مِنَ الرُّمح، وأطولُ من العصا، فيها زُجُّ (وَزَادَ فِيهِ) ولأبي ذرٍّ: «قال شعبة بن الحجَّاج» بالسند السابق «وزاد فيه» (عَوْنٌ) بفتح العين المهملة وبعدَ الواو الساكنة نونٌ (عَنْ أَبِيهِ أَبِي جُحَيْفَةَ) وهبِ بنِ عبد الله، قال الكِرمانيُّ: وما وقع في بعض النسخ: «عونٌ عن أبيه عن جُحَيفةَ» سهوٌ، لأنَّ عَوْنًا هو ابنُ أبي جُحَيفةَ (قَالَ: كَانَ يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا) أي (٢): من وراء العَنَزَة (المَارَّةُ، وَقَامَ النَّاسُ) إليه (فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ) بالتثنية (فَيَمْسَحُونَ بِهَا) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «بهما» (وُجُوهَهُمْ) تبرُّكًا (قَالَ) أبو جحيفة: (فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ) لصحَّة مِزاجه الشريف، وسلامتِه مِنَ العِلل (وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ المِسْكِ) وكانت هذه صفتَه ، وإنْ لم يمسَّ طيبًا، حتى كان كما رواه أبو نُعيم والبزَّار بإسنادٍ صحيح: إذا مرَّ في طريق من طرق المدينة وَجَدُوا منه رائحةَ الطِّيب، وقالوا: مرَّ رسولُ الله من هذه الطريق، ولله درُّ القائل:

...................... … فمِن طِيبه طابتْ له طُرُقاتُه

وقالت عائشة: كان عرقُه في وجهه مثلَ الجُمان أطيبَ مِنَ المسك الأذفر، رواه أبو نعيم، وحديث الباب سبق في «الوضوء» في «باب استعمال فضل وضوء الناس» [خ¦١٨٧].


(١) «في»: ليس في (د).
(٢) «أي»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>