للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«تَبِصُّ» بالموحَّدة المكسورة والصاد المهملة المشدَّدة، مِنَ البصيص، وهو البريقُ ولمعانُ خروج الماء القليل، لكن قال الحافظ ابن حجرٍ: معناه مستبعَدٌ هنا، فإنَّ في نفس الحديث: «تكادُ تَنِضُّ من المِلْءِ»، فكونُها تسيل مِنَ المِلْءِ ظاهرٌ، وأمَّا كونُها تلمَعُ مِنَ المِلْءِ، فبعيدٌ. انتهى. فليُتأمَّل، مع القول: إنَّها مِنَ البصيص، وهو البريقُ ولمعانُ خروجِ الماء القليل، وفي نسخة السميساطيَّة في أصل الكتاب: «تَنَضَّرَ» بفوقيَّةٍ فنونٍ فضادٍ معجمةٍ مشدَّدةٍ فراءٍ مفتوحاتٍ، وفي أصل ابن عساكر: «تَنْضَرُّ» (١) بفوقية مفتوحة فنون ساكنة فضاد معجمة مفتوحة فراء مشدَّدة مرفوعةٍ، مِنَ الضَّرَر، قال الكِرمانيُّ: مشتقٌّ مِن «باب الانفعال» أي: تنقطعُ، يقال: ضررتُه فانْضَرَّ، وقال البِرماويُّ: والصوابُ: تَنْضَرِجُ، أي: تنشقُّ مِنَ الانضراج، وكذا رواه مسلمٌ، فكأنَّه (٢) سَقَطَ حرف الجيم، وفي أصلٍ مسموعٍ على الأَصيليِّ: «تَقْطُرُ» بفوقية مفتوحة فقاف ساكنة فطاء فراء مضمومتين مهملتين، وهي بمعنى: التي تسيل.

(ثُمَّ قَالَ) لأصحابه الذين معه: (هَاتُوا مَا عِنْدَكُمْ) تطييبًا لخاطرها في مقابلةِ حَبْسِها في ذلك الوقت عن المسير إلى قومِها، لا أنَّه عِوَضٌ عن الماء (فَجُمِعَ لَهَا) بضمِّ الجيم وكسر الميم (مِنَ الكِسَرِ) بكسر الكاف وفتح المهملة (وَالتَّمْرِ) وجُعِلَ في ثوبٍ، ووُضِعَ بين يديها وسارت (حَتَّى أَتَتْ أَهْلَهَا، قَالَتْ) ولأبي ذرٍّ: «فقالت»: (لَقِيتُ (٣) أَسْحَرَ النَّاسِ، أَوْ هُوَ نَبِيٌّ كَمَا زَعَمُوا، فَهَدَى اللهُ ذَاكَ) ولأبي ذرٍّ: «ذلك» باللَّام بدلَ (٤) الألف (الصِّرْمَ) بكسر الصاد المهملة وسكون الراء بعدَها ميمٌ، النَّفَرَ ينزلونَ بأهليهم على الماء (بِتِلْكَ المَرْأَةِ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «بتيك» بتحتيَّة ساكنة بدلَ اللَّام (فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمُوا).

وهذا الحديث سبقَ في «باب الصعيد الطيب وضوء المسلم» من «كتاب التيمم» [خ¦٣٤٤].


(١) «تنضر»: مثبت من (د) و (م).
(٢) في غير (د) و (م): «وكأنه».
(٣) في (ب): «أتيت».
(٤) في (د): «بعد».

<<  <  ج: ص:  >  >>