للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شِهَابٍ) محمَّدِ بنِ مسلمٍ (عَنِ ابْنِ المُسَيَّبِ) سعيدٍ (وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بنِ عوفٍ (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : سَتَكُونُ فِتَنٌ) بكسر الفاء وفتح الفوقيَّة، جمع فِتنة، والمراد: الاختلاف الواقع بين أهل الإسلام بسبب افتراقهم على الإمام، ولا يكونُ المُحِقُّ فيها معلومًا، بخلاف زمان عليٍّ ومعاويةَ (القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي) قال النوويُّ: معناه: بيانُ عِظَمِ خَطَرِها، والحثُّ على تجنُّبِها والهرب منها، ومِنَ التسبُّبِ في شيءٍ منها، وإنَّ سببَها وشرَّها وفتنتَها تكون على حسب التعلُّقِ بها (وَمَنْ يُشْرِفْ) بضمِّ الفوقيَّة أو التحتيَّة وسكون المعجمة وكسر الراء وجزم الفاء، مضارعٌ مِنَ «الإشراف» ولأبي ذرٍّ: «تَشَرَّفَ» بفتح الفوقية والمعجمة والراء المشددة وفتح الفاء، فعلٌ ماضٍ مِنَ «الشَّرَف» (١) (لَهَا) أي: للفتنة (تَسْتَشْرِفْهُ) بكسر الراء وجزم الفاء. قال التُّورِبشتيُّ: أي: مَن تطلَّع لها دَعَتْهُ إلى الوقوع فيها، والتشرُّف: التطلُّع، واستُعير ههنا للإصابة لشرِّها، أو أُريد أنَّها تَدعوه إلى زيادة النظر إليها، وقيل: إنَّه مِن «استشرفتُ الشيء»: إذا علوتَه، يريد: مَنِ انتصب لها انتصبتْ له وصرعتْه، وقيل: هو مِنَ المخاطرة والإشفاء (٢) على الهلاك، أي: مَنْ خاطر بنفسِه فيها أهلكتْه، قال الطِّيبيُّ: لعلَّ الوجه الثالث أَولى لِمَا يظهرُ منه من (٣) معنى اللَّام في «لها»، وعليه كلام «الفائق» وهو قولُه: أي: مَنْ غالبَها غلبتْه (وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً) أي: عاصمًا، أي (٤): موضعًا يلتجِئُ إليه ويعتزلُ فيه (أَوْ) قال: (مَعَاذًا) بفتح الميم وبالذال (٥) المعجمة، شكٌّ مِنَ الراوي، وهما بمعنًى (فَلْيَعُذْ بِهِ) أي: فليعتزلْ فيه.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «باب تكون فتنةٌ القاعد فيها خير من القائم» من «كتاب الفتن» [خ¦٧٠٨١]، وأخرجه مسلمٌ أيضًا.


(١) في (ب) و (س): «التشرف».
(٢) في غير (د): «والأشياء». وهو تحريف.
(٣) «من»: ليس في (د).
(٤) في (ب) و (س): «أو».
(٥) في (م): «الذال».

<<  <  ج: ص:  >  >>