للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«اليونينية» وعدةِ أصولٍ، والخُويصرة: بضمِّ الخاء المعجمة وفتح الواو وسكون التحتيَّة وكسر الصاد المهملة بعدَها راء، واسمُه: نافعٌ، كما عند أبي داود ورجَّحَه السُّهيليُّ، وقيل: اسمُه حرقوصُ بنُ زهيرٍ (وَهْوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ) وفي «باب من ترك قتال الخوارج» من «كتاب استتابة المرتدين» [خ¦٦٩٣٣]: «جاء عبد الله بن ذي الخُويصرة» (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ اعْدِلْ) في القسمة (فَقَالَ) : (وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ) وفي رواية ابن أبي نُعْم (١): فقال: يا رسول الله اتق الله، قال: «ويلك، أوَلستُ أحقَّ أهل الأرض أن يتَّقي الله؟» [خ¦٤٣٥١] (قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ) لم يَضبِط في «اليونينية» تاءي «خبت» و «خسرت» هنا، وضبطهما (٢) في غيرِها بالضمِّ والفتح على المتكلِّم والمخاطَب، والفتحُ أشهرُ وأَوجَه.

قال التُّورِبشتيُّ: هو على ضمير المخاطب، لا على ضمير المتكلِّم، وإنَّما رَدَّ الخيبةَ والخُسرانَ إلى المخاطب على تقدير عدم العَدْل منه، لأنَّ الله تعالى بعثه رحمة للعالمين، وليقوم بالعدل فيهم، فإذا قُدِّرَ أنَّه لم يَعْدِل، فقد خاب المعترِفُ بأنَّه مبعوثٌ إليهم (٣) وخَسِرَ، لأنَّ الله لا يُحبُّ الخائنين فضلًا أن يرسلَهم إلى عباده، وقال الكِرمانيُّ: أي: خبتَ (٤) وخسرتَ لكونك تابعًا ومقتديًا بمَن لا يعدِل، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي: «إذا لم أكن أعدل» (فَقَالَ عُمَرُ) بنُ الخطَّاب رضي الله تعالى عنه: (يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ، فَأَضْرِبَ) نُصِبَ بفاء الجواب، ولأبي ذرٍّ: «أضرب» (عُنُقَهُ) بإسقاط الفاء، وبالجزم جواب الشرط (فَقَالَ: دَعْهُ) لا تضرب عُنقَه، فإن قلت: كيف مَنَعَ مِن قَتْلِه مع أنَّه قال: لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم؟ أجاب في «شرح السُّنَّة»: بأنَّه (٥) إنَّما أباح قتلَهم إذا كثُروا وامتنعوا بالسلاح واستعرضوا للناس (٦)، ولم تكن هذه المعاني موجودةً حين مَنَع مِن قتلهم، وأوَّلُ ما نجم ذلك في زمان عليٍّ ، فقاتلهم حتى قتل كثيرًا منهم. انتهى. ولمسلمٍ من حديث جابرٍ : فقال عمر : دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال: «معاذ الله أن يتحدَّث الناسُ أنِّي أقتلُ أصحابي» وقال الإسماعيليُّ: إنَّما تَرَكَ


(١) في النسخ: «نعيم».
(٢) في غير (د) و (م): «ضبطهما» بحذف الواو.
(٣) في (م): «إليه».
(٤) زيد في (د): «أنت».
(٥) في (د): «أنه».
(٦) في (د) و (س): «الناس».

<<  <  ج: ص:  >  >>