للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَاءَ حَتَّى جَلَسَ) أي: غاية مجيئه جلوسه (إِلَى جَنْبِي) و «جلس» بصيغة الماضي، وعند الحافظ ابن حجرٍ: «حتَّى يجلس» بصيغة المضارع؛ مبالغةً، وزاد الإسماعيليُّ في روايته: «فقلت: الحمد لله، إنِّي لأرجو أن يكون الله ﷿ استجاب لي دعوتي» (قُلْتُ) للقوم: (مَنْ هَذَا) الشَّيخ؟ (قَالُوا): هو (أَبُو الدَّرْدَاءِ) عُويمر بن عامرٍ الأنصاريُّ الخزرجيُّ، قال علقمة: (فَقُلْتُ) له: (إِنِّي دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَيَسَّرَكَ) الله (لِي، قَالَ) أي: أبو الدَّرداء، ولأبي ذرٍّ: «فقال»: (مِمَّنْ أَنْتَ؟ فقُلْتُ) له: أنا (١) (مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ، قَالَ: أَوَ لَيْسَ عِنْدَكُمُ) في الكوفة أو المدينة (ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ) يعني: عبد الله بن مسعودٍ (صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ) وكان يلي (٢) نعلي رسول الله يحملهما ويتعاهدهما (وَالوِسَادِ) بالدَّال المهملة وبغير هاءٍ: المخدَّة (وَالمِطْهَرَةِ) بإثبات الهاء وكسر الميم، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي: «والمِطْهَرِ» بغير هاءٍ، ومراده: الثَّناء عليه بخدمة النَّبيِّ ، وأنَّه لشدَّة ملازمته له لِمَا ذُكِر يكون عنده من العلم ما يستغني به الطَّالب عن غيره، وكأنَّه فهم أنَّ قدومه الشَّام لأجل العلم، ويُستفاد منه أنَّ الطَّالب لا يرحل عن بلده للعلم إلَّا إذا أخذ ما عند علمائها (وَفِيكُمُ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «أفيكم» بهمزة الاستفهام (الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ) أن يغويه (عَلَى) ولأبي ذرٍّ: «يعني: على» (لِسَانِ نَبِيِّهِ ؟) وسقطت التَّصلية لأبي ذرٍّ، زاد في رواية شعبة الآتية -إن شاء الله تعالى- في الحديث التَّالي لهذا [خ¦٣٧٤٣] «يعني: عمَّارًا» (أَوَ لَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ ) حذيفة (الَّذِي) أعلمه به (لَا يَعْلَمُ) بحذف ضمير المفعول، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيّ (٣): «الذي لا يعلمه» (أَحَدٌ غَيْرَُهُ؟) من معرفة المنافقين بأسمائهم وأنسابهم، وكان عمر إذا مات أحدٌ؛ تبع حذيفة، فإن صلَّى عليه حذيفة؛ صلَّى عليه، و «غيرَُه» نُصِب على الاستثناء، ورُفِع بدلًا من «أحدٌ» (ثُمَّ قَالَ) أبو الدَّرداء لعلقمة: (كَيْفَ يَقْرَأُ عَبْدُ اللهِ) بن مسعودٍ : (﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ [الليل: ١]؟) قال علقمة: (فَقَرَأْتُ


(١) «أنا»: ليس في (ص) و (م).
(٢) في (ل): «على».
(٣) «عن الكشميهنيِّ»: مثبتٌ من (ص) و (م)، وكذا في «اليونينيَّة».

<<  <  ج: ص:  >  >>