البرماويُّ: وفي بعضها: «اليد» أي: بالتَّحتيَّة بدل القاف (وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ) بأبي طلحة (وَمَعَهُ الجَعْبَةُ) بفتح الجيم وسكون العين المُهمَلة: الكنانة (منَ النَّبْلِ) بفتح النُّون وسكون المُوحَّدة: السِّهام (فَيَقُولُ) النَّبيُّ ﷺ: (انْشُرْهَا) بنونٍ ساكنةٍ فمُعجَمةٍ مضمومةٍ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ:«انثرها» بالمُثلَّثة بدل الشِّين المُعجَمة (لأَبِي طَلْحَةَ) ليرمي بها (فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ ﷺ) أي: اطَّلع مِن فوق حالَ كونه (يَنْظُرُ إِلَى القَوْمِ) وهم يرمون (فَيَقُولُ) له (أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ) أفديك (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ) بالشِّين المُعجَمة والجزم على النَّهي، أي: لا تطَّلع (يُصِيبُكَ) رُفِع، أي: لا تشرف فإنَّه يصيبك (سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ القَوْمِ) من الأعداء، ولأبي ذرٍّ «يُصِبْكَ» بالجزم جواب النَّهي، لكن قال القاضي عياضٌ: والأوَّل هو الصَّواب، والثَّاني خطأٌ وقلبٌ للمعنى، وتعقَّبه في «المصابيح» فقال: بل الثَّاني صوابٌ على رأي الكسائيِّ المشهور (١) وهو أنَّه أجاز: «لا تكفر تدخلِ النَّار»، و «لا تدنُ من الأسد يأكلْك» بالجزم؛ إذ من الواضح البيِّن أنَّ معنى الأوَّل: لا تكفرْ، فإنَّك إنْ تكفر تدخلِ النَّار، وأنَّ معنى الثَّاني: لا تدنُ من الأسد، فإنَّك إن تدنُ منه يأكلْك، والجماعة إنَّما يقدِّرون فعل الشَّرط منفيًّا؛ فلذلك لا يصحُّ عندهم التَّركيب المذكور، لكن لم يصل الأمر فيه إلى حدِّ إذا وجدنا روايةً صحيحةً تتخرَّج على رأي إمامٍ من أئمَّة العربيَّة جليل المكانة نطرح الرِّواية، ونقطع بخطئها اعتمادًا على مذهب المخالفين، هذا أمرٌ لا يقتضيه الإنصاف (نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ) قال الكِرمانيُّ: النَّحر: الصَّدر، أي: صدري عند صدرك أي: أقف أنا بحيث يكون صدري كالتِّرس لصدرك. انتهى. قال أنسٌ:(وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَ) أمِّي (أُمَّ سُلَيْمٍ) زوج أبي طلحة ﵃(وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ) -بكسر الميم مع التَّثنية- أثوابهما (أَرَى) بفتح الهمزة: أُبْصِرُ (خَدَمَ سُوقِهِمَا) بضمِّ السِّين جمع ساقٍ، مجرورٌ بإضافة «خدم» إليه، وهو بفتح الخاء المُعجَمة وبالدَّال المُهمَلة جمع الخَدَمة، وهي الخلخال، أو أصل السَّاق، وكان قبل نزول الحجاب، حال كونهما (تَنْقُزَانِ القِرَبَ) بفتح الفوقيَّة وسكون النُّون