وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الذَّبائح» [خ¦٥٤٩٩] والنَّسائيُّ في «المناقب».
(قَالَ مُوسَى) بن عقبة بالإسناد المذكور (حَدَّثَنِي) بالإفراد (سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عمر بن الخطَّاب (وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا تَُحَُدَِّثَ) بضمِّ الفوقيَّة والحاء وكسر الدَّال المُهمَلة مبنيًّا للمفعول، ويجوز الفتح فيهما مبنيًّا للفاعل، وفي نسخةٍ: «إلَّا يُحَدَّثُ» بضمِّ التَّحتيَّة وفتح الحاء والدَّال وضمِّ المُثلَّثة (بِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ) من مكَّة (إِلَى الشَّامِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ) أي: دين التَّوحيد (وَيَتْبَعُهُ) بسكون الفوقيَّة في الفرع وأصله وعليها علامة أبي ذرٍّ، وفي «الفتح»: «ويتَّبعه» بتشديدها، من الاتِّباع، وللكُشْمِيَهِنِيِّ: «ويَبْتَغيه» بتحتيَّةٍ وفوقيَّةٍ مفتوحتين بينهما مُوحَّدةٌ ساكنةٌ وغينٌ معجمةٌ بعدها تحتيَّةٌ ساكنةٌ، أي: يطلبه (فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ اليَهُودِ) قال الحافظ ابن حجرٍ ﵀: لم أقف على اسمه (فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ، فَقَالَ) له: (إِنِّي لَعَلِّي) لعلَّ واسمها، وخبرُها قولُه: (أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ، فَأَخْبِرْنِي) عن شأن دينكم (فَقَالَ) له اليهوديُّ: (لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللهِ) أي: من عذابه (قَالَ زَيْدٌ: مَا أَفِرُّ) بالفاء (إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَا أَسْتَطِيعُهُ) أي: والحال أنَّ لي قدرةً على عدم حمل ذلك، وفي «اليونينيَّة»: «وأنَّى أستطيعه» بتشديد النُّون مفتوحةً، استفهاميَّةً (فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ) من الأديان؟ (قَالَ) له (١): (مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ) دينًا (حَنِيفًا، قَالَ زَيْدٌ: وَمَا) الدِّين (الحَنِيفُ؟ قَالَ) اليهوديُّ: هو (دِينُ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا، وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللهَ) وحده لا شريك له (فَخَرَجَ زَيْدٌ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ النَّصَارَى) لم يقف الحافظ ابن حجرٍ على اسمه أيضًا (فَذَكَرَ مِثْلَهُ) أي: مثل ما ذكر لعالم اليهود (فَقَالَ) له: (لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ) أي: من إبعاده من رحمته وطرده عن بابه (قَالَ) له زيدٌ: (مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَا أَسْتَطِيعُ) وفي «اليونينيَّة» وغيرها: «وأنَّى» بفتح النُّون مُشدَّدةً، استفهاميَّةً، وعند الغزاليِّ: «وإنِّي» -بكسر الهمزة والنُّون المُشدَّدة- «لا أستطيع» (فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ) من الأديان؟ (قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا، قَالَ) له زيدٌ: (وَمَا الحَنِيفُ؟ قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا، وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللهَ) وحده لا شريك له (فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ ﵇؛ خَرَجَ فَلَمَّا بَرَزَ) أي: ظهر خارجًا عن
(١) «له»: ليس في (م).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute